حي، عليم، قدير، والكلام له ... باق، سميع، بصير، ما أراد جرى وأنشدنا العلامة الحافظ أبو حفص عمر بن أبي الحسن الأنصاري لنفسه كتابة من مصر:
حياة، وعلم، قدرة، وإرادة ... كلام، وإبصار، وسمع، مع البقا
ولو أشار شيخنا إلى أن هذه صفات لله عز وجل كان أبين وأمتن. وقد نظمت ذلك مع الإشارة إلى غيره من صفات الذات، كما ذكرها الإمام أبو بكر البيهقي في كتابه ((الأسماء والصفات)) فقلت:
صفات لذات الله: علم، إرادة ... حياة، كلام، قدرة، السمع، والبصر
قد اتفق النظار في عد هذه ... وجمهورهم زاد البقاء وما انحصر
فما قد أتى في الذكر أو صح سنة ... بوصف لذات الله أو فعل اشتهر
فنثبته لله علما بأنه ... تعالى عن التشبيه والمثل والغير
هذا من الأحكام الأصولية المستنبطة من هذه الآية الشريفة، وهي من الآيات المحكمات المشار إليها -والله أعلم- بقوله تعالى: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب}.
لأن هذه الآية مبينة غاية البيان بمن الله على المؤمنين وبعثته خير المرسلين، وتعليم الكتاب والسنة على يديه، وإنقاذهم به من الضلال الذي كانوا عليه، فهي من هذا الوجه محكمة.
وهي أيضا من أحد أقسام المتشابه في القرآن، وهو التشابه في اللفظ، كأول آية الكرسي {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} وفاتحة سورة آل عمران: {الم. الله لا إله إلا هو الحي القيوم}.
صفحہ 90