ويؤخذ من الآية أيضا وصف الله عز وجل بالقدرة التي بها بعث هذا الرسول، وأجرى على يديه ما أجرى من تلاوة الآيات، وهداية المؤمنين وتزكيتهم، وجلب المنافع لهم، ودفع المضار عنهم.
ويؤخذ من الآية وصف الله بالسمع والبصر لقول الله عز وجل: {ويعلمهم الكتاب} ومما علمهم من هذا الكتاب قول الله عز وجل فيه وصفا له سبحانه: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}.
ويؤخذ من الآية أيضا وصف الله بالبقاء لأنه من معاني الاسم الشريف المذكور في قوله تعالى: {لقد من الله}.
وقال الله عز وجل: {كل من عليها فان. ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام}.
وهذه الصفات السبع الأول المشار إليها اتفق أهل النظر عليها أنها من صفات الله الذاتية، وأثبت الجمهور مع ذلك صفة البقاء، وقد نظم الثمان أبو القاسم الشاطبي رحمة الله عليه في قصيدته في المرسوم.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الشرف محمد بن عبد الله بن المحتسب إجازة إن لم يكن سماعا، أنبأنا أبو محمد الحسن بن عبد الكريم الغماري قال: أنشدنا العلامة أبو عبد الله محمد بن عمر بن يوسف القرطبي سماعا، أنشدنا ولي الله أبو القاسم بن فيره بن أبي القاسم الرعيني الشاطبي رحمه الله قال:
صفحہ 89