(11)مجلس
قال: وجرى بيني وبين رجل من الطالبيين كلام، فقال لي: يا أبا الحسين، أنا رجل معي ضيق صدر ومعي بنات، وتحت يدي خويدمات، وأنا أرى أن ماتا حاجزت ولست أقدر على الضيق، فلا أدري ما تشر علي؟
قلت له: إسمع يا شريف، لا يضق صدرك، ولا يغم قلبك، فما سلمنا أن يحدث بالمحدث بأس فحالنا جميل، وأنا وأنت نعلم والحمدلله أنه لا يحدث به بأس، وقد قال الله عز وجل في كتابه المنزل على لسان نبيه المرسل: {ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب} [الطلاق: 2،3]فتوكل على الله واعمل بطاعته تنج من جهد الدنيا وعذاب الآخرة.
قال: وبينما نحن في مجلسنا ذلك إذ نظر إلي رجل من جند السلطان،وذلك الجندي شيخ كبير أحمر الرأس واللحيه وهو يمرغ فرسا له وينصص له ويلاعبه.
فقال لي الشريف: يا أبا الحسين،/12/ألا تنظر إلى قلة عقل هذا على هذه السن وحمقه.
فقلت له: قد بقي من هو أقل من هذا عقلا وأحمق منه، لإن هذا عارف بنفسه وأنه مخط، ولعله يحدث نفسه بتوبة مما هو عليه، لكن أشد منه جهلا من قد جمع الكتب التي فيها إدحاض ما جاء به النبي عليه السلام، وليس هو يحدث نفسه بالتوبة من ذلك إلى يوم القيامة، هذاك أجهل من هذا.
قال، فقال: صدقت يا أبا الحسين، والقول على ما قلت.
صفحہ 16