(12)مجلس [هذا هو المجلس الأول مع زياده]
قال: وكنت التقيت برجل من فقهاء صنعاء مقرئ، يقال له: (ميمون) فتحدثنا إلى أن قلت له: قال الله عز وجل: {ما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم} [آل عمران: 7] فقال لي: يا أبا الحسين، لا يقرأ هكذا، فإن القراءة ووقف القراء: {ما يعلم تأويله إلا الله} هاهنا الوقف. قال: فغفلت عنه ساعة حتى نسي حديثنا، ثم قلت له: مامعنى قول الله عز وجل:{واسأل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها} [يوسف: 82] قال: اسأل أهل القرية وأهل العير. قلت: وقوله: {لتنذر أم القرى ومن حولها} [الأنعام: 92] قال: أم القرى مكة وحولها الشرق والغرب. قال: فقلت له: هذا تنزيل أم تأويل؟ قال: بل تأويل. قلت: فقد قلت: إن الوقف: {ما يعلم تأويله إلا الله} فتحير، وبرم فأمسكت.
ثم قلت: يا ميمون، في/13/كلامنا بقية، قوله عز وجل: {والراسخون في العلم يقولون آمنا به} إن كانوا آمنوا بما علموا فإيمانهم صحيح، وإن كانوا آمنوا بما جهلوا فليس معهم إيمان.
قال: ثم قلت له: ما تقول لإحد عنك مشية أوأمر.
قال: لا.
قلت: لا للذكر ولا للأنثى.
قال: نعم.
قلت له: فاعلم أني قد وجدت لك كتابا قد كتبته بخطك لمرأة على زوجها: إذا شاءت فلانة سألت فلانا حقها هذا، وسأله إياه لها سائلها بأمرها. فأخبرني هل كتبت لها ما لا يحل لها؟ أم خدعتها عند ما قصدت إليك بكتابها؟
قال: فتحير ولم يرد جوابا.
صفحہ 17