ابو العلاء المعری زوبعہ الدهور
أبو العلاء المعري زوبعة الدهور
اصناف
ويقبل على كل واحدة منهما يترشف رضابها، ويقول: إن امرأ القيس لمسكين مسكين، تحترق عظامه في السعير، وأنا أتمثل بقوله:
كأن المدام وصوب الغمام
وريح الخزامى ونشر القطر
يعل به برد أنيابها
إذا غرد الطائر المستحر
فتستغرب إحداهما ضحكا فيقول: مم تضحكين؟ فتقول: فرحا بتفضل الله. أتدري من أنا يا علي بن منصور؟ فيقول: أنت من حور الجنان اللواتي خلقهن الله جزاء للمتقين، وقال فيكن كأنهن الياقوت والمرجان، فتقول: أنا كذلك بإنعام الله العظيم، على أني كنت في الدار العاجلة أعرف بحمدونة، وأسكن في باب العراق بحلب، وأبي صاحب رحى، وتزوجني رجل يبيع السقط فطلقني لرائحة كرهها من في. وكنت من أقبح نساء حلب، فلما عرفت ذلك زهدت في الدنيا، وتوفرت على العبادة، وأكلت من مغزلي ومردني فصيرني ذلك إلى ما ترى.
وتقول الأخرى: أتدري من أنا يا علي بن منصور؟ أنا توفيق السوداء التي كانت تخدم في دار العلم ببغداد، على زمان أبي منصور محمد بن علي الخازن، وكنت أخرج الكتب إلى النساخ، فيقول: لا إله إلا الله! لقد كنت سوداء فصرت أنصع من الكافور، فتقول: أتعجب من هذا، والشاعر يقول لبعض المخلوقين:
لو أن من نوره مثقال خردلة
في السود كلهم لابيضت السود!
أيتوحد ويتنسك هذا النسك الصارم من لا يرجو حسن العقبى؟
نامعلوم صفحہ