مع العرب: في التاريخ والأسطورة
مع العرب: في التاريخ والأسطورة
اصناف
وثار به الضمير الذي ينام ويستيقظ، وكأن ضميره بات يهمس إليه في هدأة الليل: لقد استيقظت أنا، فلن تنام أنت.
وذهب عمرو كل مذهب يفتش عن الدواء لدائه، وعمد إلى الكهان، فطيبوا نفسه وسهلوا عليه الأمر، واستعملوا فنون كهانتهم، فوجدهم جميعا مشعوذين، إلا كاهنا شجاعا قال له: هذا أيسر ما يجزى به قاتل أخيه أيها الملك.
فعزم أخيرا على أن يدعو الأقيال فيبطش بهم، وأنفذ عزمه فسفك منهم دماء خلق كثير، حتى وصل إلى ذي رعين.
فقال له ذو رعين: أتقتل بريئا أيها الملك؟ لقد نهيتك عن قتل أخيك فلم تنته، فوقفت على حياد.
فقال عمرو: لا أذكر أنك نهيتني، ولكن رأيك كان رأي سائر الأقيال.
فأجاب ذو رعين: لي، أيها الملك، وديعة ختمت عليها بخاتمك وسلمتها إلى خازنك، فمره يأتنا بها.
وتذكر عمرو الصحيفة المطوية، فدعا خازنه أن يخرجها له، فلما تسلمها ذو رعين فضها في حضرة الملك وأقرأه إياها، فإذا فيها بيتان من الشعر:
ألا من يشتري سهرا بنوم؟
سعيد من يبيت قرير عين!
إذا ما حمير غدرت وخانت
نامعلوم صفحہ