ووصلت عاقبة الأمر إلى محلها، حيث كان يتحدد حضوره فى كل يوم لمواجهة ومشافهة ظلمه وتعديه، وفى تلك الحالات لم ينفعه مطلقا الوعيد والإهمال ثانية من موقف المحاكمة السلطانية ولم تفتح عين العبرة على ما آل إليه أمره، وبهذه الأفعال غير المقبولة لم يتقاعد فى مكانه، وأعلن عند هذا وذاك من بعض المتحدثين عبثا، أنه أصبح جديرا بكمال السياسة، ومضى غشه وتصرفه فى مال الديوان عن الحد والنهاية، وأخيرا، وبعد توجيه الخيانة العظمى إليه رفع سواد إنسان عينه بالسكين، وقطع لسانه من حلقه بالكزلك الحاد، وأخذت منه الفضة والذهب والأموال المدفونة- التى كانت رأس مال غروره، وصدرت الأحكام المطاعة كى يوصلوا أولاده وإخوته وأعوانه فى أنحاء الممالك المحروسة إلى جزاء سيئات أعمالهم، ويخلصوا المظلومين والضعفاء من سياستهم وإدارتهم. وبالحكم المشبه بالقدر فقد البعض منهم الوعى من كأس خمر السيف، وكما خفت مصابيح نظر البعض الأخر منهم، وكل ما كانوا قد فعلوه فى حياتهم مع الناس أتوا مقبوضا عليهم بنفس الحالة، وفى مدة أربعة عشر يوما تبدل أساس العز والجاه- الذى لم يكن قد رآه آل برمك- بمثل ذلك الذل وتلك الحقارة إلى درجة أنه أصبح كذيل المحشر فى وقت الليل المظلم، وقد صارت ثروة وعز دولتهم مبعثرة هكذا- التى كانوا قد جمعوها لسنوات عديدة بقوة الظلم، وكانت الدواب القوية تئن من حملها، بحيث لا يستطيع النمل المسرع جمع حبتين منها فى مكان واحد، وكان الحاج [إبراهيم خان] وزوجته وأولاده عمى البصر فى قزوين بالحكم السلطانى حتى رحلوا إلى القبر.
وقد جاءت خلعة الوزارة وعلى الوضع السابق- لائقة على قامة آصف الحضرة ميرزا محمد شفيع، وتسابق جواد عزم نظام الدولة سليمان خان القاجارى مع خمسة عشر ألف فارس بأمر شهريار فلك البلاط فى ميدان تخريب ديار إقامة جعفر خان بيات، والله هو الموفق.
29 - ذكر يقظة فتنة حسين قلى خان مرة أخرى، وإخمادها على يد
كسرى العادل:
صفحہ 106