103

لب مصون

اللب المصون شرح الجوهر المكنون في علم البيان

اصناف

فوجهك كالنار في ضوئها = وقلبي كالنار في حرها الخامس الجمع مع التقسيم وهو جمع متعدد تحت حكم ثم تقسيمه أو العكس فالأول كقوله:

حتى أقام على أرباض خرشنة = تشقى به الروم والصلبان والبيع

للسبي ما نكحوا والقتل ما ولدوا = والنهب ما جمعوا والنار ما زرعوا

والثاني كقوله:

قوم إذا حاربوا ضروا عدوهم = أو حاولوا النفع في أشياعهم نفعوا

سجية تلك فيهم غير محدثة = إن الخلائق فأعلم شرها البدع

السادس الجمع مع التفريق والتقسيم كقوله تعالى يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه فمنهم شقي وسعيد فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ. جمع في قوله لا تكلم نفس لأنها نكرة في سياق النفي ثم فرق بأن بعضهم شقي وبعضهم سعيد ثم قسم بأن أضاف إلى الأشقياء ما لهم من عذاب النار وإلى السعداء ما لهم من نعيم الجنة فقوله ومع كليهما الخ يعني أن الجمع يقع مع التفريق تارة ومع التقسيم تارة أخرى ومع كليهما وتقدم كل ذلك.

قال:

واللف والنشر والاستخدام = أيضا وتجريد له أقسام

أقول: ذكر في هذا البيت ثلاثة ألقاب الأول اللف والنشر وهو ذكر متعدد على التفصيل والإجمال ثم ذكر ما لكل من غير تعيين ثقة بأن السامع يرده إليه فالأول ضربان لأن النشر إما على ترتيب اللف نحو ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله وإما على غير ترتيبه كقوله:

كيف أسلوا وأنت حقف وغصن = وغزال الحظا وقد أوردفا

والثاني كقوله تعالى وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى أي وقالت اليهود لن يدخل الجنة إلا من كان هودا وقالت النصارى لن يدخل الجنة إلا من كان نصارى فلف بين الفريقين لعدم الإلباس والثقة بأن السامع يرد إلى كل فريق مقوله.

صفحہ 106