============================================================
مكتبة القاهرة لا يعرف المحبة ولا الشراب، ولا من الشراب ولا الكأس ولا السكر ولا الصحو قال له القائل: أجل وكم غريق فى الشىء لا يعرف يغرقه ! فعرفنى ونبهنى عما أجهل ! أو لا من به على وأنا عنه غافل !
قلت لك: نعم المحبة آخذة من الله قلب من أحب بما يكشف له عن نور جماله، وقدس كمال جلاله وشراب المحبة مزج الأوصاف بالأوصاف، والأخلاق بالأخلاق، والأنوار بالأنوار، والأماء بالأسماء، والنعوت بالنعوت، والأفعال بالأفعال، ويتسع فيه النظر لن شاء الله ، والشراب سقيا القلوب والأوصال، والعروق من هذا الشراب حتى يمكر ويكون الشراب بالتدريب بعد التذويب، والتهذيب، فيقى كل على قدره، فمنهم من يسقى بغير واسطة الله سبحاته يتولى ذلك بنه له، ومتهم من يسقى من جهة الومائط كالملائكة والعلماء والأكابر من المقريين ومنهم من يكر بشهود الكأس ولم يذق بعده شيئا، ظتك بعد بالذوق، وبعد بالشرب، وبعد بالرى، وبعد بالكن بالشروب ثم الصحو بعد ذلك على مقادير شتى كما أن الكر أيضا كذلك، والكأس معرفة الحق يغرف بها من ذلك الشراب الطهور والمحض الصافى لمن شاء من عباده المخصومين من خلقه، فتارة يشهد الشارب تلك الكأس صورة، وتارة يشهدها معنوية، وتارة يشهدها علمية فالصورة حظ الأبدان والأنقس، والمعنوية حظ القلوب والعقول، والعلمية حظ الأرواح والأسرار، فياله من شراب، ما أعذبه فطوبى لمن شرب منه ودوام لم يقطع عنه نسأل الله من فضله . قال ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم } (1).
وقد يجتمع جماعة من المحبين قيسقون من كأس واحدة، وقد قون من كثوس كثيرة، وقد يسقى الواحد بكأس وبكثوس وقد تختلف الأشربه حسب عدد الكثوس، وقد يختلف الشراب من كأس واحدة، وإن شرب منه الجم الغقير من الأحبة انعطاف، ثم اعلم فتح الله قلبك بشهود آنواره أو والى عليك ورود معارفه وأسراره، أن من آجل مواهب الله لأوليائه وجود العبارة.
سمعت شيختا أبا العباس يقول: يكون الولى مشحونا بالعوم والمعارف والحقائق لديه مشهورة حتى إذا أعطى العبارة كان كالاذن من الله له فى الكلام ويجب أن يفهم أن من أذن له فى التعبير تهيات فى مسامع الخلق عبارته، حليت لديهم إشارته (0) (الماثدة: 5)
صفحہ 37