============================================================
أنه قال لرجل من أوليائه ومواليه فى حديث طويل حدثه به فى نضل المؤمن حذفت صدره اختصارا قال فيه : " أو لاترى يا أبا فلان أنك مفرط فى أمرنا، واعلم أنه لا يقدر أحد على صفة الله جل وعظم عن ذلك تبارك وتعالى، فكذلك لا يقدر على صفتنا ، وكما لا يقدر على صفتنا فكذلك لا يقدر على صفة المؤمن ، إن المؤمن ليلق أعاه فيصافحه فلا يزال الله تبارك وتعالى ينظراليهما والذنوب تتحات (1) عنها حتى يفترقا، فكيف يقدر على صفة من هو كذا* ثم ذكر باق الحديث بطوله فى فضل المؤمن وقدره عندالله عروجل .
فالائمة صلوات الله عليهم فوق الخلق بما لا يدرك به علا، والذى يجب لهم أعظم وأجل من أن يدرك بعلم وعقل ، وإن كان الله عز وجل ا[لا يكلف [3 ب] العباد إلا ماعقلوه وعليوه ، فإنه لم يرض لهم بالجهل بل افترض على من لم يعلم التعلم والسؤال ليرتقوا فى الأسباب، ويتنافسوا فى الأحوال، وما عسى أته ذكر وألف فى تعظيم ملوك الدنيا وآداب أهلها ، فأولياء الله أحق به وهو أقل ما يجب لهم ، وأتباعهم أجدر باستعماله فيهم وفى أنفسهم، خلا ما جاوز الحق من ذلك وتعداه ، فإنه يرفض من قولهم ، وما كان من آدب صالح وسنة رضية فأهل الحق أحق به منهم وهى ضالتهم عندهم، ينبنى أخذها منهم ولايزرى بها عند أهل الحق كونها فى أيدى أهل الباطل ، فقد ذكر لى المنعم الذى فتق لى هذا المعنى وفتح لى هذا الباب يوما، أن بعض ما أسر إليه سرا أفشاه وأذاعه عليه ، وفيه ما يخاف من أجله فأعظم ذلك وقال : لقد أنف أهل البطالة والخلاعة والمجانة من إفشاء السر ونقل الثميمة حى قال : لقد قيل عن بعضهم إنه كان مع جماعة منهم فى مجلس باطل ولهو وشراب فناوله أحدهم غصن نمام حياه به فتنكر عليه وقال هذا فراق بنى.
ويينك وقام عن المجلس فقام إليه الآخر، فقال : ولم هذا ياسيدى وجعل [14 يترضاه ويعتذر إليه ، فقال : تحسنى بالنمام كأنك رأيتى من أهل النميمة ، (1) فى الآصل : تحلث .
صفحہ 37