============================================================
ثم قال ومثل هذا يؤخذ وان كان من مثل هولاء يعنى أن الذى يؤخذ منه عنهم استعظام هذا لامر النميمة أن يشاراليه بهذه الإشارة الخفية فضلا عما سواها، ويلغى ويعرض عن قوله عن سوء الظن بصاحبه إذ كان سوء الظن فى الدين منهيا عنه . فليا كنت لا أبلغ وان بالغت فى الإطناب حقيقة ماكان ينبغى أن يشتمل عليه هذا الكتاب رجعت فيه إلى الاقتصار على التحقيق والاختصار . ثم رأيت طبقات اتباع الائمة يكثر عددها كالأهل والدخلة و الحشم وخاصة العيد والإماء والخدم والأقارب وأهل الديابات من الأولياء و القضاة والكتاب وذوى الكفايات وأصحاب الدواوين وأهل الآمانات والعمال والجباة والسعاة ورجال الحرب من اللاولياء والأنصار وطبقات العبيد والاجناد والصناع والباعة والتجار الذين يلون أمورهم ويعملون لهم ، والرعايا 4ب] الذين يتصلون بأسبابهم ، وكل طبقة ممن ذكرت ومن لم أذكر تتفرع على طبتات، ويتصرف أمرها على وجوه وجهات، فلو قصدت لتفريعها وذكر ما ينبغى أن يتأدب به كل طبتة منها لطال الفول واتسع وتشعب [الموضوع](1) وتفرع، ولكن رأيت أن أجعله [أبوابا](2)، يحتاج إلى اكثرها أهل كال طبتة لاداء فرضهم ، وبعضها متصورة على آداب بعضهم ، والله استهدى واياه أستمين وعليه أتوكل . ولم أختصر هذا الكتاب وإن كنت وصفته بالاختصار كاختصار الكتاب الذى قدمت ذكره ، ولا أطلته إطالة مايمل تاريه ويتعب كاتبه، ولكنى قربته من الاختصار وأعفيته من التطويل والإكثار لأن كل بائن عن شكل الاعتدال خارج عن حد الكمال ، فليس كل الناس يفهم الموجز من الكلام، ولا كثير من يفهم ذلك يتعب ذهنه بالغوص فى تطلب معانى دقائق الكلام إن لم يجده يينا معروفا وظاهرا مكشوفا ، ولو استغنى بشىء من اللفظ عن البيان لاستغنى عنه القرآن ، فقد قال الله وهو أصدق (1) فى الأصل : الوسوع (2) فى الأصل : بواب
صفحہ 38