وسألته: ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون، فنقلب أفئدتهم وأبصارهم تضليله إياهم ميما يعملون وتركه تبارك وتعالى فيما هم فيه من ضلالهم يعمهون والتضليل من الله لهم فإنما هو بعملهم وسواء في المعنا أضلهم وضللهم كما سواء أكفرهم وكفرهم. ألاترى أن من أضللت فقد ضللته، ومن أكفرت فقد كفرته.
وسألته: عن معنى: وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ومعنى إيحاء الشياطين هو إلقاء الشياطين للمجادلة للمؤمنين عليهم والشياطين كما قال الله سبحانه فقد يكون من الجن والإنس وما يلقون إلى أوليائهم من المجادلة من زخرف القول واللبس كما قال الله سبحانه شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون.
يريد سبحانه بقوله: فذرهم وما يفترون من الحزي بزخرف القول وغروره، وما يقولون فسيعلمون من بعد ما هم فيه من دنياهم إلى أي منقللب ينقلوب.
وسألته: عن تأويل من يرد الله أن يهديه يشرح صدره فتأويلها رحمك الله من يرد الله أن يرشده فيزيده هدى على هدى لأنه لا يعطي الهداية إلا من اهتدى كما قال تبارك وتعالى في زيادته لهم هدى إلى هداهم والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم، والتقوى فمن الهدى وآتا فمعناها وأعطا فهو أتاهم التقوى بتبصرته وتقويته لهم على ما عملوا منها وبمنعه لهم تبارك وتعالى من الضلالة ونهيه لهم عنها وليس بين الضلال والهدى منزلة هاديه لأهلها ولا مضلة فمن يرد الله أن يهديه بعد الضلالة والعما يجعل صدره بما اتبع من الضلالة والهوى ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء، كذلك يفعل الله بأهل الضلالة والاعتداء.
صفحہ 29