أودى سوادةُ بيدي مقلتي لحمٍ ... بازٍ يصرصرُ فوقَ المرقب العالي
إلا تكن لكَ بالدّيرين باكيةٌ ... فربَّ باكيةٍ بالرَّملِ معوال
قالوا: نصيبك من أجرٍ، فقلتُ لهم:=كيفَ القرارُ، وقد فارقتُ أشيالي ١٨١ دير الفوعة: بضم الفاء. وهو منسوب إلى قرية كبيرة بنواحي حلب. والفوعة بالضم ولا اشتاق لها على هذا الوجه.
والفوعة بالفتح: رائحة (للطيب) وللسم جمته، وللنهار والليل أولهما، وللنار شدتها.
١٨٢ دير فيق: بكسر الفاء، وبياء مثناه من تحت، وآخره قاف.
دير قديم جدًا، في ظهر عقبة فيق، وهي عقبة تنحدر إلى الغور من أرض الأردن، ومن أعلاها تبدو طبرية والبحيرة.
وهذا الدير فيما بين العقبة وبحيرة طبرية، في لحف جبل متصل بالعقبة، منقور في الحجر.
وكان الدير عامرًا بمن فيه، ومن يطرقه من النصارى يعظمونه، لجلالة قدره عندهم. وغيرهم يقصده للتنزه والشرب فيه.
والنصارى يزعمون أنه أول دير بني للنصرانية، وأن المسيح ﵇ كان يأوي إليه، ومنه كانت دعوته للحواريين.
اجتاز أبو نواس بالدير، وفيه غلام نصراني، فقال قصيدة يذكره فيها فمنها:
بحجك قاصدًا ما سر جسانًا ... فديرَ النّوبهارِ، فديرَ فيقِ
وبالمطرانِ إذ يتلو زبورًا ... يعظّمهُ، ويبكي بالشّهيقِ
١٨٣ دير قانون: من نواحي دمشق. ذكر ابن منبر في شعر، يذكر فيه متنزهات الغوطة، قال:
فالماطرونُ، فداريا، فجارتها ... فآبلٌ فمغاني ديرِ قانونِ
ويقال: إنه بالباء الموحدة من تحت، وأظنه غير هذا.
١٨٤ دير القائم: كان على شاطئ الفرات، من الجانب الغربي، في الطريق إلى الرقة من بغداد.
قال أبو الفرج: قد رايته، وإنما قيل له القائم، لأن عنده مرقبة عالية كانت بين الروم والفرس، يرقب منها على طرف الحد بين المملكتين، وهو يشبه (تل عقرقوف) عند نهر عيسى ببغداد، و(إصبع خفان) بظاهر الكوفة، وهما منظرتان عاليتان [تبدوان] للرائين من مسيرة يوم.
وعند المرقبة دير القائم، وهو الآن خراب.
وفيه يقول عبد الله بن مالك المغني، وقال الخالدي: هو لإسحاق الموصلي:
بديرِ القائمِ الأقصى ... غزالٌ شادنٌ، أحوى
برى حبّي له جسمي ... ولا يدري بما ألقى
وأكتمُ حبّهُ جهدي ... ولا واللهِ ما يخفى
١٨٥ دير القباب: من نواحي بغداد، في غربيها.
قال ابن حجاج يذكره:
يا خليليَّ صرّفا لي شرابي ... بين درتا، والدير ديرِ القباب
أسفر الصبح فاسقياني وقد كا ... نَ من الليلِ وجههُ في نقاب
وانظر الآن كيفَ ضحكَ الزّه؟ ... رُ إلى الرّوض من بكاءِ السحابِ
إنّ صحوي، وماءُ دجلةَ يجري ... تحتَ غيمٍ يصوبُ، غيرُ صوابِ
فاتر كاني ممّنْ يعيرُ بالشي ...؟بِ، وينعى إليّ عهدَ الشبابِ
فبياضُ البازيِّ أحسنُ لونًا ... إن تأملت من سوادِ الغراب
ولعمر الشباب ما كان عني ... أوّلُ الراحلينِ من أحبابي
١٨٦ دير قوة: بضم القاف، ثم الراء المهملة مشددة، مفتوحة، وآخره هاء.
وهو دير إزاء الجماجم، وفيه نزل الحجاج، لما نزل ابن الأشعث بدير الجماجم.
وينسب الدير إلى رجل من لخم، يدعى (قرة)، وبناه على طرف من البر في أيام (المنذر بن ماء السماء) .
قال ابن الكلبي: منسوب إلى قرة، وهو رجل من بني [حذاقة] بن زهر بن إياد. وفي حرب [ابن] الأشعث والحجاج اجتاز عبد الرحمن بن الأشعث دير الجماجم، لتأتيه المسيرة من الكوفة.
واجتاز الحجاج دير قرة فقال: ما اسم الموضع الذي نزل فيه ابن الأشعث؟ قيل له: دير الجماجم. فقال: تكثر فيه جماجمهم. وسأل: وما هذا الذي نزلناه؟ فيقل له: دير وقرة. قال: يستقر به أمرنا، وتقر به أعيننا إن شاء الله. فكان الأمر ما ذكر.
١٨٧ دير القس: سمعت به ولا أعرفه.
١٨٨ دير قسطانة: سمعت به في شعر، وأظنه بقرب الري.
١٨٩ دير القسطل: سمعت به في شعر جرير، ولا أعرفه.
١٩٠ دير القصير: بلفظ التصغير لقصر من ديرة مصر، في طريق الصعيد، بقرب موضع هناك، يقال له حلوان. ويطلق عليه أيضًا دير الغل.
وهذا الدير في أعلى جبل المقطم، يشرف على النيل، في غاية النزاهة والحسن وإحكام الصنعة والبناء.
1 / 45