قوله (( ونحوهما )) أي: نحو الخبرين من الأدلة الدالة على ذلك، مثل قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ( فأين تاه بكم عن علم تتوسخ من أصلاب أصحاب السفينة حتى صار في عثرة نبيكم ). وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (أهل بيتي أمان لأهل الأرض كما إن النجوم أمان لأهل السماء).وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (أهل بيتي أمان لأهل الأرض كما أن الجم أمان لأهل السماء ). وغير ذلك مما يؤدي ذلك المعنى كثير.
ولا يبعد أن الأخبار الواردة في هذا تقتضي التواتر المعنوي، بل ذلك واضح. قال الإمام المهدي عليه السلام: ولو أمعن النظر المخالفون في هذه المسألة وجدوا أدلتها أوضح من أدلة إجماع الأمة.
لكن لله القائل شعرا :
لهوى النفوس سريرة لا تعلم ... كم حار فيه عالم متكلم
واعلم أرشدنا الله وإياك: أنه قد ثبت بهذه الأدلة القاطعة أن أهل البيت عليهم السلام هم الفرقة الناجية، فعليك بإتباع جماعتهم، والتشبث بأقوالهم. فيأبى الله أن تكون جماعة أهل بيت نبيه سيد المرسلين هالكين، وغيرهم ناجين. مع ما هم عليه من الورع الشحيح، أتتحرز الكامل عن المآتم، الذي لا يجهله إلا متجاهل.
ولله در القائل حيث يقول :
إذا كان في الإسلام سبعون فرقة ونيف على ما جاء في واضح النقل
ولم يك ناج منهم غير فرقة فقل لي بها ياذا التبصر والعقل
أفي الفرق الهلاك آل محمد ... أم الفرقة اللاتي نجت منهم قل لي
فإن قلت في الناجين فالقول واحد وإن قلت في الهلاك حفت عن العدل
فدع لي عليا والأئمة بعده ... وأنت من الباقين في أوسع الحل
صفحہ 52