جمال الدين الأفغاني
جمال الدين الأفغاني: المئوية الأولى ١٨٩٧–١٩٩٧
اصناف
تحفظ وتدون ويضرب بها المثل كالحكم والأمثال العامية. وكان السبب في اختيار هذا النوع الأدبي يحمي صاحبه من اضطهاد السلاطين، ويحميه من شدة المراقبة وكثرة الجواسيس والافتراء على الأبرياء.
وسبب نشره أن الأفغاني استقدم من إنجلترا إلى الآستانة ولم يكن له من الآثار المطبوعة أو غير المطبوعة نظرا لانشغاله بالمقاومة لكل صنوف القهر ومناهضة الحكام وتحمل جورهم في سبيل نهضة الشرق دفاعا عن الحرية والعدل. فلازمه المخزومي، وأبدى رغبته في التدوين. ووافق عليها الأفغاني أخيرا. وسمح له بالسؤال عما يريد
اكتب ما تسمع واحفظ ما تراه
مع التحذير من خطر النشر ومخاطر الطاغية وجواسيس عبد الحميد وعناد أهل الجمود وقلبهم للحقائق. فهم في كل زمان ومكان سبب هلاك الناس حتى يظهر الحق من أناس آخرين ناقدين باحثين؛ فالبحث التاريخي قادر على إجلاء الحقيقة.
تأخر الكتاب في النشر ما يقرب من ثلث قرن. كان يمكن نشره بعد صدور الدستور العثماني بناء على طلب العلماء في مصر والهند ولكن حال الأحزاب في الشرق ينطبق أيضا على جمعية الاتحاد والترقي، أي الإهمال. ثم تكرر الطلب مرة أخرى للنشر عام 1912م، ولكن انقلب الجو السياسي، وتنمر الاتحاديون مع أن الأفغاني لا يهاجم الأشخاص أو المؤسسات أو يدعو إلى قلب نظم الحكم بل ينقد الأوضاع. ولما اندلعت الحرب الأوروبية الأولى قطع الحلفاء تركيا إلى دويلات فتم تأجيل النشر.
20
وبالرغم من أعجمية الأفغاني ومرونته في الالتزام بقواعد اللغة إلا أن العروبة هي اللسان وليست العرق حتى لقد قال الفيروزآبادي
خذوا لغتكم من أعجمي .
21
وما يعيبها فقط أنها بطبيعتها موضوعات متفرقة غير مرتبة، وأجوبة على أسئلة كما هو الحال في الفقه القديم في أحكام السؤال والجواب. وهنا تبرز صعوبة التبويب المستقل لها عن باقي موضوعات الأفغاني في مقالاته في العروة الوثقى أو حتى في رسالته في الرد على الدهريين. يمكن دراسة أشكالها الأدبية في إطار آداب الشرق القديمة، ويمكن دراسة مضامينها الأخلاقية والاجتماعية والسياسية وإعادة ترتيبها داخل موضوعاتها كتأكيد على وضوح الفكر وبلاغة التعبير .
نامعلوم صفحہ