257

جدید فی حکمت

الجديد في الحكمة

تحقیق کنندہ

حميد مرعيد الكبيسي

ناشر

مطبعة جامعة بغداد

اشاعت کا سال

1403م-1982م

پبلشر کا مقام

بغداد

وسبب إطلاق هذه ، كون الأمور العقلية ، لا تكاد تتعرى عن المحاكيات : | الخيالية والوهمية . والخيال والوهم لا يتصوران المجردات . فالاشارات | القولية العرفية لا تقع على العقليات ، دون مصاحبة أمور خيالية .

وإذا كانت مشوبة بذلك ، فلا بد وأن تقع إلى البدن أيضا ، فتضاف | أمور إلى النفس ، وهي للبدن ، وأمور إلى البدن ، وهي للنفس ، للعلاقة | المتأكدة بين النفس والبدن .

والملكة الحاصلة للنفس من مشاهدة الموجودات مقارنة للمحسوسات | والمتحيزات ، هي الموجبة لاستيلاء الوهم ، حتى حكم بحصر الوجود فيها . | ومزاولة العلوم البرهانية ورجوع الانسان إلى تأمل حال نفسه ، هو الدافع | لذلك الحكم ، والموجب للاعتراف بوجود المفارقات .

وههنا ( أمور ) اقناعيات هي ، وإن لم تكن كل واحدة منها موجبة | لليقين ، في تجرد ذواتنا ، واستغنائها في التعقل عن البدن ، فقد يكون | مجموعها يوجب عند بعض الناس طمأنينة بذلك :

منها أنها لو أدركت بالبدن ، لما أدركت ذاتها ، فإن سائر القوى | البدنية لا تدرك ذاتها ، كالبصر لا يبصر نفسه ، والشم لا يشم نفسه ، | والخيال لا يتخيل نفسه .

فإن هذه لا آلات لها ، إلى آلاتها ، ولا إلى إدراكاتها . ولا فعل لها | إلا بآلاتها ، ( والقوة العقلية بخلاف ذلك ، فإنها تدرك ذاتها | وإدراكاتها ) ، وجميع ما يظن به أنه آلة لها .

ومنها أن النفس لو كانت جسمانية في ذاتها ، أو في تعلقها ، | لكانت تكل بتكرر الأفاعيل القوية ، لا سيما إذا لم يقع التراخي بين | الأفعال ، دل على ذلك التجربة . وعلته أن الأفاعيل بالقوى القائمة لا | بالأبدان تنفعل عنها موضوعات تلك القوى . |

صفحہ 415