============================================================
(30) (31) الاستيعاب حياة المؤلف لصهره1. وبعد أن احتل خوارزم قتل جمعا من علماء العلوم العقلية بتهمة الاتحراف عن الدين. ومنهم: عيد ان فيها ستة أشهرء إلى أن التقى أحمد بن الحسن الميمندي بالسلطان ، ووجده حسن الذوق فتوشط عنده وأفرج عنه»1.
(الصمد الأول تجل عبد الصمد الحكيم ، الذي كان أستاذ البيروني في الفلسفة2 . ولعل قتله يعود إلى أحد الشببين الآتيين: إما بسبب كونه فيلسوفا، إذ إن محمودا كان محادا للفلسفة. وإما بسبب ميوله الشيعية، إذ و ومن الأفضل أن نسمع كلام أبي الريحان نفسه في هذا المجال. فقد ذكر محمودا في بيتين من قصيدة نظمها كان محمود شديد التحصب على الشيعة وعدوهم اللدود.
في اخر عمره، وأشار فيها إلى شيء من مصيره: وعزم محمود أيضا على إلحاق البيروني بأستاذه، بيد أن فسحة الأجل ساعدته بسبي خلصه من القتل.
فأغنى وأقنى مغضيا عن مكاسيا ولم ينقبض محمود عتي بنعمة وطرنى يجاه رونبقي ولياسيا) عفا عن جهالاتي وأبدى تكرما على ماذكره ياقوت3. أو لسماعه بأ ته إمام زماته في علم التجوم، فأبقاه ليرصد له غاراته. وأخذه معه إلى غزنة سنة 408ه.
و مع أن البيروني أثنى على الشلطان محمود في هذين البيتين ومدحه لنعمته عليه وإنقاذه إياه من التوائب والفاقة، وإغنائه له، وعفوه عن جهله، ومنحه الكرامة والعزة، لكنه كان يبرا منه مع جميع التعم التي كان ومن الطبيعي أثنا ينبغي ألا نغفل عما حكاه نظامي عروضي في «چهار مقاله» (أربع مقالات] حول التحاق البيروني بالشلطان محمود. فقد قال: «وصل حسين علي ميكال مبعوثا من قبل الشلطان محمودجه يغدقها عليه برسالة مضمونها : سمعث أن في مجلسك [أبي العباس خوارزمشاه] عددا من العلماء الذين لا مثيل لهم كاين و ولنا أن نتساءل عن جهالات عالم كالبيروني، ماذا كانت؟ وهو العالم الذي كان نسيج وحده في كثير سيناء وأبي سهل المسيحي، وأبي الخير الخمار، وأبي الريحان البيروني، وأبي نصر عراق. فعليك أن تيعنهم من العلوم حقا. فما هي الجهالات التي صدرت منه فعفا عنها محمودة هل كانت جهالاته شيئأ آخر غير يه أنانية الشلطان محمود واستبداده وتعصبه؟ يبدوآن جهالاته ليست إلا أنانية السلطان محمود فحسب.
إلى مجلسنا. وأنزل خوارزمشاه المبعوث المذكور منزلا حسنا . وقبل أن يجيزه، استدعى الحكماء وقرا عليهم رسالة محمود، وقال لهم: تحمود قوي وعنده جيش جزار... وليس في مقدوري ألا أمتتل أمره فماذا ودليلنا الساطع على ما نقول هو كلام العروضي السمرقندي إذ يقول : «قال السلطان محمود لأبي الريحان : يا أبا الريحان، إذا أردت أن تتنعم عندي فقل كما أريد لا كما يقتضيه عسلمك. وحينئن غير أبو الريحان ترون؟
أما ابن سينا وأبو سهل فلم يرغيا في ذلك. وأما أبو نصر وأبو الريحان فقد رغبا فيه. وقال خوارزمشاه سيرته»3. وذكر في موضع آخر أن أحمد بن الحسن الميمندي عندما توشط لأبي الريحان قال للسلطان محمود: «مسكين أبو الزيحان! فقد أحسن غاية الإحسان كما يتطلبه الحكمان5، لكنه شجن بدل أن يشرف للأولين: أنتما لم ترغبا، فاذهبا قبل أن أجيز هذا المبعوث بالدخول، فتوجها إلى جرجان. ثم أذين لرسول الشلطان محمود بالدخول في اليوم الثاني، وقال له: قرأت الكتاب وعرفت مضمونه، ووقفت على آمر الشاه.
ويخلع عليه» . فقال محمود: ليعلم الخواجه أني أعرف أن هذا الرجل لانظير له في العلم إلا ابن سيناء لكنهما يعملان عكس ما أريد. والملوك كالأطفال الصغار، فينبغي أن يكون الكلام حسب ما يريدون، لئحظى أما ابن سينا وأبو سهل فقد رحلا من هنا، وأما أبو نصر وأبو الريحان وأبو الخير فإنهم يتهيأون للدهاب معك. وبعد مدة قصيرة جهزهم بجهازهم، فتوجهوا بصحبة الرسول، ووصلوا إلى السلطان محمود في بلخ» .
عندهم بشيء. ولو كان أبو الريحان قد أخطأ في إحدى التبوءتين اللتين تنبأ بهما يومئن، لكان أفضل له» 5.
من الطبيعي أن الامتراء يحوم حول كلام العروضي السمرقندي ، فما تفيده الأخبار التاريخية في عصر استبان إذن أن جهالات البيروني التي عفا عنها محمود لم تكن إلا تعصب محمود الغزنوي وأنانيته.
وينبغي ألا ننسى أن البيروني كان عارفا للجميل، وأته يجزي الإحسان بالإحسان. بيد أثنا نثير سؤالا البيروني هو آن البيروني ذهب مع محمود إلى غزنة سنة 408 ه ، لا قبل هذا التاريخ.
وأما موقع البيروني في بلاط الشلطان محمود، فالأخبار متضاربة حوله. وسنتوفر على تقويم موقعه ما ه هناء وهو: لماذا لم يجعل أبو الريحان كتابا من كتبه باسم محمود، خلال تلك الفترة التي كان يسعيشها في أمكننا اعتمادا على كلمات البيروني نفسه . يقول الدكتور علي الشابي ما مضمونه أن الشلطان محمود أكان بلاطه؟ يبدو أنه لم يحظ بموقع مطلوب في بلاط محمود. وإذا أضفنا إلى ذلك كلام البيروني نفسه المذكور في كتاب تحديد نهايات الأماكن المؤلف في بلاط محمود سنة 409 ه حوفيه يشكو من بؤسه ووحدته - .
و يسيء الظن بالبيروني، لذا أودعه الشجن*. وقال العروضي السمرقندي: «شجن في قلعة غزنين. وأمضى 1 - في ضوء ما ذكره أبو الريحان البيروني في كتاب المسامرة في أخبار خوارزم. - ونقل البيهقي قسما منه حفقد كانت ل«حره كالجي» بنت الأمير سبكتكين أخت السلطان محمود تحت الأمير آبي العباس خوارزمشاه. انظر: تارخ البيهق ؟: 1 - «چهار مقاله» (أربع مقالات) : 93 .
2 - معجم الأدباء 17: 187.
3 - «چهار متاله» (أربع مقالات) : 94 .
2 - معجم الأدباء 17: 186.
4 - «چهاو مقاله» (أربع مقالات): 118-119.
4 - الحكمان هما النبوءتان اللتان تنبأ بهما أبو الريحان على أساس الحاسبات النجومية. للاطلاع عليهما، انظرن چهار مقاله:93-91.
5- چهار مقاله (أربع مقالات): 93 - 94.
5- حياة البيروني: 6غ (الترجمة الفارسية).
خنت
صفحہ 17