اسلام فی حبشہ
الإسلام في الحبشة: وثائق صحيحة قيمة عن أحوال المسلمين في مملكة إثيوبيا من شروق شمس الإسلام إلى هذه الأيام
اصناف
ويظن الكثيرون أن «ليدج إياسو» قد أسلم، لما كان يظهره من المحبة والعطف على المسلمين، على عكس ما كان يفعله ملوك الحبشة.
ولما تأججت نيران الحرب الكبرى، وامتلأت ممالك الدنيا بالجواسيس، كان في الحبشة بعض الألمان والترك، فشجعوا «ليدج إياسو» وحسنوا له تأسيس «إمبراطورية إسلامية في أفريقيا الشرقية»، وفعلا أخذ يهتم بتحقيق هذه الأمنية.
فلما علم رجال الأكليروس والرؤساء الأقباط بذلك، اضطربوا وخافوا العاقبة.
فاتفقوا مع «المطران» والرأس «تفري»، وعقدوا اجتماعا في «أديس أبابا»، وخلعوه وأنزلوه عن عرش «أثيوبيا» في سنة 1334ه/27 سبتمبر سنة 1916، ونادوا بالأميرة «زوديتو» ابنة «منليك» إمبراطورة على الحبشة، على أن يخلفها الرأس «تفري» ابن الرأس «ماكونين» على العرش.
وفي سنة 1349ه/سنة 1930م توفيت الإمبراطورة «زوديتو»، فنودي بالرأس «تفري» إمبراطورا على الحبشة وسمي «هيلاسلاسي».
أما «ليدج إياسو» فقبض عليه وأودع السجن سنة 1340ه/1921م، ثم تمكن من الفرار في سنة 1351ه/1932م، ولكن قبض عليه ثانية، وألقي في إحدى قمم «هرر» في سجن منفرد، وأشيع بعد ذلك أنه مات.
وكان قد تزوج بامرأة مسلمة تسمى «دنكله»، ورزق منها بولد سماه «منليك» على اسم جده، يبلغ الآن نحو 19 سنة، يعيش بائسا في «تغره» في الصومال الفرنسي.
وذكر الأب «متاؤس» في رسالة نشرها بمناسبة خلع «ليدج إياسو» واعتقاله، حمل فيها على «ليدج» المذكور حملات شديدة قال فيها: «إن هذا النجاشي لم يكفه أنه جحد إيمانه المسيحي (مما يدل على أنهم اعتقدوا أنه اعتنق الإسلام)، بل رضي أن يشيد لهم (أي للمسلمين) جامعا في «دير دواه».» ا.ه.
انظر كيف عدوا رضاءه قبول بناء جامع للمسلمين، يقيمون فيه شعائر دينهم ويعبدون ربهم، جريمة كبرى تبرر خلعه وزجه في أعماق السجون.
ففي هذه الحكاية القصيرة نرى أن النجاشي دعا رجلا مسلما إلى التنصر، فأجابه خوفا وطمعا.
نامعلوم صفحہ