اسلام فی حبشہ

یوسف احمد d. 1361 AH
48

اسلام فی حبشہ

الإسلام في الحبشة: وثائق صحيحة قيمة عن أحوال المسلمين في مملكة إثيوبيا من شروق شمس الإسلام إلى هذه الأيام

اصناف

وأن «ليدج إياسو» تزوج بامرأة مسلمة، وهو على دين النصرانية.

وإذا شئت أن تعرف ما بلغه ظلم ملوك الحبشة للمسلمين الذين يرفضون الدخول في النصرانية، فاقرأ ما جاء في «رحلة الحبشة»، فقد وصف فيها مؤلفها تلك الوحشية التي تمثل أفظع جرائم الظلم، قال:

وكان عند المتمهدي رجل من أعيان الأحباش يسمى «محمد جبريل »، وفد على المتمهدي واتبعه، فأرسله إلى الحبشة ليدعو جميع المسيحيين فيها إلى الإسلام، ويدعو سائر المسلمين إلى الإيمان بالمهدية والخضوع للمهدي.

فصدع «محمد جبريل» بأمر المتهدي.

فلما رأى النجاشي «يوحانس» سعي هؤلاء ودعوتهم، شغل هذا الأمر باله وبات في هم عظيم، وأخذ من ذلك الوقت يضطهد المسلمين ...

فأدى اضطهاده هذا إلى هجرة كثير منهم والتجائهم إلى شيعة المتمهدي، وأقاموا محلا لإقامتهم في المكان المسمى «عراديب» شمالي «القلابات» وسموه «تبارك الله».

ثم قال: «ورأيت بعيني بعض المسلمين الذين كان «يوحانس» قد قطع أيديهم وأرجلهم.»

فانظر كيف أن النجاشي لم يجد عقابا للمسلمين الذين لم يقبلوا الدخول في النصرانية سوى تقطيع أيديهم وأرجلهم من خلاف، كما فعل «فرعون مصر» في السحرة الذين آمنوا بموسى - عليه السلام. •••

فرغنا من ذكر حال المسلمين في الحبشة فيما مضى، وسنذكر أحوالهم ومواطنهم وعددهم في هذه الأيام، ونقارنها بحال إخوانهم الساكنين في البلاد المجاورة لمملكة «أثيوبيا»؛ ليعلم المسلمون في مختلف الأقطار أن مسلمي الحبشة، مع ما تحملهم حكومة النجاشي من متاعب، هم عضلات سواعدها وشرايين حياتها ومنابع ثروتها ولحام قوتها.

ولو أنها قابلت إخلاصهم لها مقابلة الدول الأخرى لرعاياها المخلصين، لأصبحت من أرقى الممالك شأنا وأعزها مكانا.

نامعلوم صفحہ