اشتقاق اسماء نطق بها القرآن

ابن عزیز سجستانی d. 330 AH
177

اشتقاق اسماء نطق بها القرآن

كتاب معرفة اشتقاق أسماء نطق بها القرآن وجاءت بها السنن والأخبار وتأويل ألفاظ مستعملة

اصناف

والعائف والقائف والزاجر نوع من ذلك إلا أنه أحمد من الكهانة ، وذلك أن الكاهن كان بمنزلة الحاكم ، وقد كان من الكهان من يعبد الأصنام ، فأما العائف فهو الذي يعيف الطير ويزجرها ، ويعتبر بأساميها ، وأصواتها ، ومساقطها ومجاريها ، فإذا / سمع صوت طير ، أو جرى عن يمينه إلى شماله ، أو عن شماله إلى يمينه130أ قضى في ذلك بخير أو شر في الأمر الذي يريد أن يفعله فاجتنبه ، يقال : عاف يعيف إذا فعل ذلك ، ومعنى عاف أي امتنع ، وتجنب ، يقال : عافت الإبل الماء إذا لم تشربه ، وكانوا إذا رأوا غرابا قضوا بالغربة ، وإذا رأوا عقابا ، قالوا : عقوبة ، وقالوا للغراب غراب البين ؛ لأنهم كانوا يتطيرون من اسمه ، ويقضون به للبين ، والبين الغربة ، وقال قوم سمي غراب البين ؛ لأنه يقع في الديار إثر الظاعنين ، وكانوا يسمونه خاتما ؛ لأنه يختم بالشر ، وقيل سمي غراب البين لبينه عن نوح حين أرسله ليأتيه بخبر الطوفان 0 والزاجر مثل العائف ، فإذا رأى شيئا كرهه ، رجع عن أمر يريد أن يسرع فيه ، أو حاجة ، والزاجر معناه الناهي ، وكأن الطير قد زجره عن ذلك الفعل ، ويكون الزاجر معناه إذا رأى شيئا كرهه صاح بها وطردها ، فكان طرده إياها زجرا لها ، وتنسب الطيرة إلى الطير من ذلك ، فقالوا تطير ويتطير ، أي استدل بالطير ، والفأل هو أن يكون مريضا فيسمع : يا سالم ، أو باغيا ، فيسمع : يا واجد ، وكان / ابن سيرين يكره الطيرة ، ويحب الفأل ، يقال : فلان يتفاءل ، كما يقال : 130 ب يتطير ، إلا أنهم صرفوا معنى الفأل إلى الخير ، والطيرة إلى الشر ، فهو يتطير من شر يكرهه ، ويتفاءل بشيء يحبه ، والفأل مأخوذ من الفيال ، والفيال لعبة كانت العرب تلعبها ، يتقامرون بها ، كانوا يأخذون الدراهم ، فيخلطونها بالتراب ، ثم يجمعونه طويلا ، ويقسمونه نصفين ، ويتقارعون عليه ، فمن أصابته القرعة اختار من القسمين قسما ، فيقال هو يلعب بالفأل ، قال الشاعر (¬1) : " من الطويل "

كما قسم الترب المفايل باليد

صفحہ 265