اشتقاق اسماء نطق بها القرآن

ابن عزیز سجستانی d. 330 AH
176

اشتقاق اسماء نطق بها القرآن

كتاب معرفة اشتقاق أسماء نطق بها القرآن وجاءت بها السنن والأخبار وتأويل ألفاظ مستعملة

اصناف

والدجال يروى عن النبي عليه السلام فيه أخبار كثيرة ، منها أنه قال في صفته : ( أعور هجان أشبه الناس بعبد العزى بن قطن ، ولكن الهلك أن ربكم ليس بأعور) (¬3) وفي رواية أخرى ( أجلى الجبهة ، ممسوح العين اليمنى ، عريض النحر ، فيلق الهجان الأبيض) (¬4) ، والفيلق الكتيبة العظيمة ، شبهه بالفيلق في عظمه ، والأجلى الذي قد انحسر الشعر عن مقدم رأسه قليلا ، واسمه المسيح ؛ لأنه ممسوح العين ، كما قالوا للمجروح جريح ، وللمقتول قتيل ، والدجال مأخوذ من الدجل والدجن جميعا ، وهو إلباس الظلمة والغيم ، فكأنه يلبس على الناس ، ويظلم عليهم ، حتى لا يعرفون رشدهم ، فوصفه النبي عليه السلام بصفاته ، وأنذر به أمته لكيلا يفتنوا به ، وبما يورده من مخاريقه / التي يظلم عليهم دينهم ويلبسه 0 129 ب والكاهن : والكهان كانوا في العرب ، وكانوا يتحاكمون اليهم فيما يختلفون فيه من أمورهم الغائبة عنهم وعن أفهامهم اذا اختلفوا في نسب رجل ، أو ارتابوا في غائب أو أمر يحذرونه ، فكان الكاهن يسجع لهم ، ويخبرهم به فيما يزعمون ، قال بعض المفسرين في قول الله تعالى : [والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها ] (¬1) قال الطاغوت الكاهن والكاهنة ، وقال النبي عليه السلام ( إياكم والنجوم فإنه يدعو إلى الكهانة) ، والكاهن بالعبرانية عالم ، وهم يقولون للعالم كهنان ، معناه عالم الرب ، وإنما كان الكاهن في الجاهلية يعلم ، وما يعلم ؛ لأن الشياطين كانوا يسترقون السمع من موضع التدبير ، ويلقونه على ألسن الكهنة ، فلما بعث الله نبيه عليه السلام ، بطل أمر الكهانة ، ومنع الشياطين من ذلك 0

صفحہ 264