قال محمود رحمه الله (فإن قلت: فما بالها مكتوبة في المصحف على صور الحروف الخ) قال أحمد رحمه الله:
على هذا المعنى من خروج خط المصحف عن قياس الخط اعتمد القاضي رضي الله عنه في كتاب الانتصار في الجواب عما نقل عن عثمان رضي الله عنه أن عكرمة لما عرض عليه المصحف وجد فيه حروفا من اللحق فقال لاتغير وها فإن العرب ستقيمها بألسنتها، فلو كان الكاتب من ثقيف والمملل من هذيل لم يوجد فيه هذه الحروف.
قال القاضي: وإنما قال عثمان رضي الله عنه ذلك لأن ثقيفا كانت أبصر بالهجاء، وهذيلا كانت تظهر الهمزة، والهمزة إذا ظهرت في لفظ الممل كتبها الكاتب على صورة، فما أراد عثمان رضي الله عنه إلا أن تلك الحروف كتبت على خلاف قياس الخط، مثل كتابة الصلاة والزكاة بالواو لا بالألف. قال القاضي: وإنما أخذ الله على الحفظة أن لا يغيروا التلاوة، وأما الخط فلم يأخذ عليهم رسما بعينه حتى لا يسوغ الخروج من قياس رسم خاص من رسوم الخط اه كلامه.
صفحہ 93