وكان أرسطوطاليس معلم الإسكندر بن فيلبس ملك مقدونية وبآدابه عمل في سياسة رعيته وسيرة ملكه وانقمع به الشرك في بلاد اليونانيين وظهر الخير وقاض العدل ولأرسطوطاليس إليه رسائل كثيرة معروفة مدونة وبسبب أرسطوطاليس كثرت الفلسفة وغيرها من العلوم القديمة في البلاد الإسلامية. شرح السبب في ذلك. حكى محمد بن إسحاق النديم في كتابه أن المأمون رأى في منامه كأن رجلا أبيض مشربا بحمرة واسع الجبين مقرون الحاجبين أجلح الرأس أشهل العينين حسن الشمائل جالس على سريره قال المأمون وكأني بين يديه وقد ملئت له هيبة فقلت له من أنت فقال أنا أرسطوطاليس فسررت به وقلت أيها الحكيم أسألك قال سل قلن ما الحسن قال ما حسن في العقل قلت ثم ماذا قال ما حسن في الشرع فقلت ثم ماذا ثم لا ثم قلت زدني فقال من يصحبك في الذهب فليكن عندك كالذهب وعليك بالتوحيد فلما استيقظ المأمون من منامه حدثته نفسه وحثته همته على تطلب كتب أرسطوطاليس فلم يجد منها شيئا ببلاد الإسلام قال غير ابن إسحاق فراسل المأمون ملك الروم وكان قد استطال عليه وأذل دين الكفر وطلب منه كتب الحكمة من كلام أرسطوطاليس فطلبها ملك الروم فلم يجد لها ببلاده فاغتم لذلك وقال يطلب مني ملك المسلمين علم سلفي من يونان فلا أجده أي عذر يكون لي أم أي قيمة تبقى لهذه الفرقة الرومية عند المسلمين وأخذ في السؤال والبحث فحضر إليه أحد الرهبان المتقطعين في بعض الأديرة النازحة عن القسطنطينية وقال له عندي علم ما تريد فقال له أدركني فقتال إن البت الفلاني في موضع كذا الذي يقفل كل ملك عليه قفلا إذا ملك ما فيه على ما يقال مال الملوك وكل ملك يجيء يقفل عليه حتى لا يقال قد احتاج إلى ما فيه لسوء تدبيره ففتحه فقال له الراهب ليس الأمر كذلك وإنما في ذلك الموضع هيكل كانت يونان تتعبد فيه قبل استقرار ملة المسيح فلما تقررت ملته بهذه الجهات في أيام قسطنطين بت الثلاثة جمعت كتب الحكمة من أيدي الناس وجعلت في ذلك البيت وأغلق بابه وقفل الملوك عليه أقفالا كما سمعت فجمع الملك مقدمي دولته وعرفهم الأمر واستشارهم في فتح البيت فأشاروا بذلك فاستشار الراهب في تسييرها إذا وجدت إلى بلد الإسلام وعلى عليه في ذلك خطر في الدنيا أم إثم في الأخرى فقال له الراهب سيرها فإنك تثاب عليه فإنها ما دخلت في ملة إلا وزلزلت قواعدها فسار إلى البيت وفتحه ووجد الأمر فيه كما ذكر الراهب ووجدوا فيه كتبا كثيرة فأخذوا من جانبها بغير علم ولا فحص خمسة أحمال وسيرت إلى المأمون فأحضر لها المأمون المترجمين فاستخرجوها من الرومية إلى العربية ثم تنبه الناس بعد ذلك على تطلبها بعد المأمون وتحيلوا إلى أن حصلوا منها الجملة الكثيرة ولما سيرت الكتب إلى المأمون جاء بعضها تاما وبعضها ناقصا فالناقص منها ناقص إلى اليوم لم يجد أحد تمامه وقال أبو سليمان المنطقي السجستاني نزيل بغداد وكان نبيها في هذه الفرقة أن بني المنجم كانوا يرزقون جماعة من النقلة منهم حنين بن إسحاق وحبيش بن الحسن وثابت بن قرة وعيهم لهم في الشهر خمسمائة دينار لنقل والترجمة والملازمة وممن يعنى بإخراج الكتب بعد ذلك من بلاد الروم محمد وأحمد والحسن بنوا موسى بن الشاكر المنجم وسيجيء خبرهم في تراجمهم وبذلوا في ذلك الرغائب وأحضروا الغرائب منها في الفلسفة والهندسة والموسيقى والارثماطيقي والطب وغيرها وكان قسطا بن لوقا البعلبكي لما حضر إلى بغداد قد أحضر معه منها شيئا ونقله من لغة إلى لغة ونقل له أيضا وذكر محمد بن إسحاق النديم قال سمعت أبا إسحاق بن شهرام يحدث في مجلس عام أن ببلد الروم هيكلا قديم البناء عليه باب لم يرقط أعظم منه بمصراعي حديد كان اليونانيون قديما عند عبادتهم يعظمونه ويدعون فيه قال فسألت ملك الروم أن يفتحه أي فامتنع عن ذلك لأنه أغلق منذ وقت تنصرت الروم فلم أزل به أراسله وأسأله شفاها عند حضور مجلسه قال فتقدم بفتحه وإذا ذلك البيت من المرمر والصخر العظام ألوانا وعليه من الكتابات والنقوش ما لم أر ولم أسمع بمثله كثرة وحسنا وفي هذا الهيكل من الكتب القديمة ما يحمل على عدة أحمال وكثر ذلك حتى قال على ألف جمل بعض ذلك قد أخلق وبعضه على حاله وبعضه قد أكلته الأرضة قال ورأيت فيه من آلات القرابين من الذهب وغيره أشياء ظريفة قال وأغلق الباب بعد خروجي وامتن علي بما يفعل معي من ذلك قال وذلك في أيام سيف الدولة رحمه الله قال والبيت على ثلاثة أيام من القسطنطينية والمجاورون لذلك البيت قوم من الصابئة الكلدانيين قد أقرهم الروم على مذهبهم ويأخذون منهم الجزية وذكر محمد بن إسحاق النديم في كتابه أرسطوطاليس فقال معنى اسمه محب الحكمة ويقال الفاضل الكامل ويقال التام الفاضل وهو أرسطوطاليس بن نيقوماخس بن ماخاؤن من ولد اسقلبياذس الذي أخرج الطب لليونانيين كذا ذكر بطليموس الغريب وكان اسمه اقسطيا ويرجع إلى اسقلبياذس وكان من مدينة لليونانيين تسمي اسطاغاريا وكان أبوه نيقومتخس متطببا لفليس أبي الإسكندر وهو من تلاميذ أفلاطون وقال بطليموس الغريب أن تسليم أرسطوطاليس إلى أفلاطون كان يوحي من الله ي هيكل بوثيون قال ومكث في التعليم عشرين سنة وإنه لما غاب أفلاطون إلى صقلية كان أرسطوطاليس يخلفه على دار التعليم ويقال أنه نظر في الفلسفة بعد أن أتي عليه من عمره ثلاثون سنة وكان بليغ اليونانيين ومترسلهم وأجل علماءهم بعد أفلاطون عظيم المحل عند الملوك وعن رأيه كان الإسكندر يمضي الأمور ولما توجه الإسكندر إلى محاربة الأمم تخلى أرسطوطاليس وتبتل وصار إلى أبنية حديثة منها موضع التعليم وهو الموضع الذي ينسب إليه الفلاسفة المشائين وأقبل على العناية بمصالح الناس ورفد الضعفاء وجدد بناء مدينة ناميطا وأحدث فيها غيون وتوفى أرسطوطاليس في أول ملك بطليموس لاغوس وخلفه على التعليم ثاؤقرسطس بن أخته.ن علي بما يفعل معي من ذلك قال وذلك في أيام سيف الدولة رحمه الله قال والبيت على ثلاثة أيام من القسطنطينية والمجاورون لذلك البيت قوم من الصابئة الكلدانيين قد أقرهم الروم على مذهبهم ويأخذون منهم الجزية وذكر محمد بن إسحاق النديم في كتابه أرسطوطاليس فقال معنى اسمه محب الحكمة ويقال الفاضل الكامل ويقال التام الفاضل وهو أرسطوطاليس بن نيقوماخس بن ماخاؤن من ولد اسقلبياذس الذي أخرج الطب لليونانيين كذا ذكر بطليموس الغريب وكان اسمه اقسطيا ويرجع إلى اسقلبياذس وكان من مدينة لليونانيين تسمي اسطاغاريا وكان أبوه نيقومتخس متطببا لفليس أبي الإسكندر وهو من تلاميذ أفلاطون وقال بطليموس الغريب أن تسليم أرسطوطاليس إلى أفلاطون كان يوحي من الله ي هيكل بوثيون قال ومكث في التعليم عشرين سنة وإنه لما غاب أفلاطون إلى صقلية كان أرسطوطاليس يخلفه على دار التعليم ويقال أنه نظر في الفلسفة بعد أن أتي عليه من عمره ثلاثون سنة وكان بليغ اليونانيين ومترسلهم وأجل علماءهم بعد أفلاطون عظيم المحل عند الملوك وعن رأيه كان الإسكندر يمضي الأمور ولما توجه الإسكندر إلى محاربة الأمم تخلى أرسطوطاليس وتبتل وصار إلى أبنية حديثة منها موضع التعليم وهو الموضع الذي ينسب إليه الفلاسفة المشائين وأقبل على العناية بمصالح الناس ورفد الضعفاء وجدد بناء مدينة ناميطا وأحدث فيها غيون وتوفى أرسطوطاليس في أول ملك بطليموس لاغوس وخلفه على التعليم ثاؤقرسطس بن أخته. ولما حضرته الوفاة قال إني قد جعلت وصيتي أبدا في جميع ما خلفت إلى انطيبطرس والي أن يقدم نيقاتر فليكن أرسطوطاليس وطيمرخس وأبرخس وذيوطاليس عانين يتفقد ما يحتاج إلى تفقده والعناية بما ينبغي أن يعنوا به من أمر أهل بيتي وأربلس خادمي وسائر جوارئ وعبيدي وما خلفت وإن سهل على ثاؤفرسطس وأمكنه القيام معهم في ذلك كان معهم ومتى أدركت ابنتي فولى أمرها نيقائر وإن حدث بها حدث الموت قبل أن تتزوج أو بعد ذلك من غير أن يكون لها ولد فالأمر مردود إلى نيقاتر في أمر ابني نيقوماخس ووصيتي إياه في ذلك أن يجري التدبير فيما يعمل به على ما يشتهي وما يليق به وإن حدث بنيقاتر حدث الموت قبل تزويج ابنتي أو بعد تزويجها من غير أن يكون لها ولد فأوصى نيقاتر فيما خلفت بوصية فهي جائرة نافذة وإن مات نيقاتر عن غير وصية فسهل على ثاؤفرسطس وأحب أن يقوم في الأمر مقامه في أمر ولدي وغير ذلك مما خلفت وإن لم يحب ثاؤفرسطس القيام بذلك فليرجع الأوصياء الذين سميت إلى انطيبطرس فليشاوروه فيما يعملونه فيما خلفت وليمضوا الأمر على ما ينفقون عليه وليحفظني الأوصياء ونيقاتر في أربلس فإنها تستحق مني ذلك لما رأيت من عنايتها بخدمتي واجتهادها فيما وافق مسرتي وليعنوا لها بجميع ما تحتاج إليه وإن هي أحبت التزويج فلا توضع إلا عند رجل فاضل وليدفع إليها من الفضة سوي ما لها طالنطن واحد وهو مائة وخمسة وعشرون درهما ومن الإماء ثلاثة ممن تختار مع جاريتها التي لها وغلامها وإن أحبت المقام بخلقيس فلها السكني في داري دار الضيافة التي إلى جانب البستان وإن اختارت السكنى في المدينة باسطا غيرا فلتسكن في منازل آبائي وأي المنازل اختارت فليتخذ الأوصياء لها فيه ما تذكر أنها محتاجة إليه وأما أهلي وولدي فلا حاجة أي إلى أن أوصيهم بحفظهم والعناية بأمرهم وليعن نيقاتر بمرقس الغلام حتى يرده إلى بلده ومعه جميع ماله على الحال التي يشتهيها ولتضق جاريتي أمارقيس وإن هي بعد العتق أقامت على الخدمة لابنتي إلي أن تتزوج فليدفع إليها خمسمائة درخى وجاريتها ويدفع إلى ثاليس الصبية التي ملكناها قريبا غلام كم مماليكنا وألف درخي ويدفع إلى سيمس ثمن غلام يبتاعه لنفسه سوى الغلام الذي كان دفع إليه ثمنه ويوهب له سوى ذلك ما يرى الأوصياء ومتى تزوجت ابنتي فليعتق غلماني ثاخن وفيلن وأولمبيوس ولا يباع ابن أولمبيوس ولا يباع أحد من غلماني ولكن يقرون في الخدمة إلى أن يدركوا مدرك الرجال فإذا بلغوا فليعتقوا وبفعل بهم فيما يوهب لهم على حسب ما يستحقون.
قال إسحاق بن حنين عاش أرسطوطاليس سبعا وستين سنة والله أعلم.
صفحہ 20