ومن تصانيفه. كتاب الكواكب الثابتة مصورا. كتاب الأرجوزة في الكواكب الثابتة مصورا. كتاب التذكرة ومطارح الشعاعات. قال هلال بن المحسن في كتابه في سنة ست وسبعين وثلاثمائة في الثالث عشر من المحرم يوم الثلاثاء توفي أبو الحسين عبد الرحمن بن عمر الصوفي في منجم عضد الدولة وكان مولده بالري في الليلة التي صيحتها يوم السبت الرابع عشر من المحرم سنة إحدى وتسعين ومائتين. عبد الرحمن بن عبد الكريم السرخسي الطبيب المدعو بثقة الدين شرف الإسلام طبيب في زمننا هذا الأقرب من أهل سرخس انتهت إليه رئاسة هذه الصناعة في تلك المدينة ولما اجتاز به ابن خطيب الري المدعو بالفخر الرازي وذلك في حدود سنة ثمانين وخمسمائة نزل عليه فأكرمه وقام بحقه مدة مقامه بسرخس وذلك حين اجتيازه إلى ما وراء النهر لقصد بني مازة ببخارى طالبا منهم ما يقوم بأمره ولم يجد عندهم ذلك ولما أكرمه هذا الطبيب أراد أن يفيده مما لديه فشرع له في الكلام على القانون وشرح المستغلق من ألفاظه ووسمه باسمه وذكره في مقدمته ووصفه وأنني عليه وقال فرتبته وجعلته باسم الشيخ الإمام الفاضل الحكيم المحقق ثقة الدين شرف الإسلام سيد الحكماء والأطباء عبد الرحمن بن عيد الكريم السرخسي حرس الله أيامه فإنه بعد أن تحلى بالعلم الكثير والفضل الغزير والطريقة الفاضلة الرضية والسنة السنية كثر إحسانه إلي وإنعامه علي وطال انجذاب خاطره إلى ما يتعلق بصلاح حالي وفراغ بالي حالتي إقامتي وترحالي فأردت أن أكتب هذا الكتاب باسمه لأغراض ثلاثة الأول أن كثيرا من هذه المباحث تلخصت بمحاورته وتهذبت بمناقشته ومشافهته والثاني ليكون قضاء لبعض حقوقه والثالث لوثوقي بقوته في هذا العلم وأصوله لا سيما على أبواب هذا الكتاب وفصوله فعرفت أنه الذي يعرف قدر ما استخرجته من النكت العلمية والغرائب الحمية التي لا توجد في شيء من المصنفات التي للقدماء والمتأخرين ولم يشتمل عليها كتاب أحد من السالفين والسابقين.
عبد الودود الطبيب الأندلسي ولد في بلنسية وهاجر إلى العراق وخراسان وعرف عند السلاطين في عصر السلطان محمد بن ملكشاه وهو الذي يقول فيه بعض أهل العصر وقد ضمن شعره شيئا من شعر المتنبي:
عبد الودود طبيب طبه حسن ... أحيا وأيسر ما قاسيت ما قتلا
لولا تطببه فينا لما وجدت ... لها المنايا إلى أرواحنا سبلا
عبد السلام بن عبد القادر بن أبي صالح جنكي دوست بن أبي عبد الله الجيلي البغدادي المدعو باركن من بيت تصوف وتعبد وخبره مشهور مذكور وكان عبد السلام هذا قد قرأ علوم الأوائل وأجادها واقتنى كتبا كثيرة في هذا النوع واشتهر بهذا الشأن شهرة تامة وله تقدم في الدولة الإمامية الناصرية وحصل له بتقدمه حسد من أرباب الشر فثلبه أحدهم بأنه معطل وانه يرجع إلى أقوال أهل الفلسفة في قواعد هذا الشأن فأوقعت الحفظة عليه وعلى كتبه فوجد فيها الكثير من علوم القوم وبرزت الأوامر الناصرية بإخراجها إلى موضع ببغداد يعرف بالرحبة وأن تحرق بحضور الجمع الجم منها ففعل ذلك وأحضر لها عبيد الله التيمي البكري المعروف بابن المارستانية وجعل له منبر صعد عليه وخطب خطبة لعن فيها الفلاسفة ومن يقول بقولهم وذكر الركن عبد السلام هذا بشر وكان يخرج الكتب التي له كتابا كتابا فيتكلم عليه ويبالغ في ذمه وذم مصنفه ثم يلقيه من يده لمن يلقيه في النار.
اخبرني الحكيم يوسف السبتي الإسرائيلي قال كنت ببغداد يومئذ تاجرا فحضرت المحفل وسمعت كلام ابن المارستانية وشاهدت في يده كتاب الهيئة لابن الهيثم وهو يشير إلى الدائرة التي مثل بها الفلك وهو يقول وهذه الداهية والداهية والنازلة الصماء والمصيبة العمياء وبعد تمام كلامه خرقها وألقاها إلى النار قال فاستدللت على جهله وتعصبه إذ لم يكن في الهيئة كفر وإنما هي طريق إلى الإيمان ومعرفة قدرة الله جل وعز فيما أحكمه ودبره واستمر الركن عبد السلام في السجن معاقبة على ذلك إلى أن أفرج عنه في يوم السبت رابع عشر شهر ربيع الأول سنة تسع وثمانين وخمسمائة وأعيد عليه ما كان له بعد الذي ذهب وعاش بعد ذلك عمرا طويلا.
صفحہ 100