عبد الله بن شاكر بن أبي المطهر المعداني يلقب شمس الدين فاضل كامل له يد طولى في الهندسة وعلم النجوم وله أدب وشعر فارسي حسن وعربي لا بأس به مات في حدود سنة سبعين وخمسمائة بأصبهان. عبيد الله بن الحسن أبو القاسم المعروف بغلام زحل المنجم مقيم ببغداد من أفاضل لحساب والمنجمين أصحاب الحجج والبراهين وله يد طولى فيما يعانيه من هذا الشان وكان صديقا لأبي سليمان المنطقي ومحاضرا له وكان أبو سليمان المنطقي كثير الشكر له والذكر لما يورد فمن ذلك ما ذكر أنه اجتمع يوما عند أبي سليمان جماعة من سادة علماء علم الأوائل وأخذوا في المذاكرة فذكروا علم النجامة وقالوا هي من العلوم التي لا تجدي فائدة ولا يصح لها حكم وكان في الجماعة أبو زكريا الضيمري والنوشجاني أبو الفتح وأبو محمد العروضي والمقدسي والقومسي وغلام زحل وكل واحد من هؤلاء إمام في شأنه وفرد في صناعته فأطالوا القول في ذلك واحتجوا وأخذ بهم القول في كل مسلك فقال النوشجاني أيها القوم اختصروا الكلام وقربوا البغية فإن الإطالة مصدة عن الفائدة مضلة للفهم والفطنة هل تصح الكلام فقال غلام زحل عن هذا جواب يستتب على كل وجه فقيل ولم بين فقال لأن صحتها وبطلانها متعلقان بآثار الفلك وقد يقتضي شكل الفلك في زمان أن لا يصح منها شيء وإن غيص على دقائقها وبلغ إلى أعماقها وقد يزول ذلك الشكل فيجيء زان لا يبطل منها شيء فيه وإن قورب في الاستدلال وقد يتحول هذا الشكل في وقت آخر إلى أن يكثر الصواب فيها أو الخطأ ويبقى زمانا ومتى وقف الأمر على هذا الحد لم ينبت على قول قضاء ولا وثق بجواب فقال أبو سليمان المنطقي هذا احسن ما يمكن أن يقال في الباب ولغلام زحل من التصانيف. كتاب التسييرات مقالة. كتاب الشعاعات مقالة. كتاب أحكام النجوم. كتاب التسييرات والشعاعات الكبير. كتاب الاختيارات. كتاب الجامع الكبير. كتاب الأصول المجردة وقال هلال بن المحسن في كتابه في سنة ست وسبعين وثلاثمائة في يوم السبت الثالث من المحرم توفي أبو القاسم عبيد الله بن الحسن المعروف بغلام زحل المنجم وكان محذقا.
عبد الرحمن بن إسماعيل بن بدر المعروف بالإقليدس الأندلسي كان هذا الرجل متقدما في علم الهندسة معتنيا بصناعة المنطق وله تآليف مشهورة في اختصار الكتب المنطقية الثمانية حكى ابن أخته أبو العباس أحمد بن أبي حاتم انه رحل عن الأندلس إلى المشرق في أيام الحاجب المنصور بن أبي عامر وتوفي هناك.
عبد الرحمن بن محمد بن عبد الكريم بن يحيى بن واقد اللخمي الأندلسي أحد أشراف أهل الأندلس عني عنائة بالغة بقراءة كتب جالينوس وطالع كتب أرسطوطاليس وغيره من الفلاسفة وتمهر بعلم الأدوية المفردة حتى فهم ما تضمنه كتاب ذيوسقوريذس وكتاب جالينوس المؤلفين في الأدوية المفردة ورتبه أحست ترتيب وهو مشتمل على قريب من خمسمائة ورقة وله في الطب منزع لطيف ومذهب ظريف وذلك أنه لا يرى التداوي بالأدوية ما أمكن التداوي بالأغذية أو ما كان منها قريبا فإذا دعت الضرورة إلى الأدوية فلا يرى التداوي بمركبها ما وصل إلى الشفاء بمفردها فإن اضطر إلى المركب منها لم يكثر التركيب بل اقتصر على ما يمكنه منه وله نوادر محفوظة وغرائب مشهورة في الإبراء من العلل الصعبة بأيسر علاج وأقربه وكان قريبا من وسط المائة الخامسة متوطنا طليطلة وذكر أنه ولد في ذي الحجة سنة تسع وثمانين وثلاثمائة.
عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن سهل الصوفي أبو الحسين الرازي الفاضل الكامل النبيه النبيل صاحب الملك عضد الدولة فناخسرو شاهنشاه بن بويه ومصنف الكتب الجليلة في علم الفلك وكان من أهل لسا فارسي النسبة ولد بالري وكان عضد الدولة يقول إذا افتخر بالعلم والمعلمين معلمي في النحو أبو علي الفارسي النسوي ومعلمي في حل الزيج الشريف ابن الأعلم ومعلمي في الكواكب الثابتة وأماكنها وسيرها الصوفي.
صفحہ 99