صاعد بن هبة الله بن المؤمل أبو الحسين النصراني الحظيري المتطبب أصله من الحظيرة ونزل بغداد وكان اسمه أيضا ماري وهو من أسماء الكنيسة عند النصارى فإنهم يسمون أولادهم عند الولادة بأسماء فإذا أعمدوهم سموهم عند المعمودية باسم من أسماء الصالحين منهم خدم أبو الحسين هذا بالدار العزيزة الناصرة وتقرب قربا كثيرا وكسب بخدمته وصحبته الأموال وكانت له الحرمة الوافرة وله معرفة تامة بالمنطق والفلسفة وأنواع الحكمة وكان فيه كبر وحمق وتيه وينسب إلى ظلم مفرط ولم يزل على أمره ينسخ بخطه كتب الحكمة ويتصرف فيما هو بصدده من الطب وعلى حالته في القرب إلى أن مات في يوم العشرين من ذي الحجة سنة إحدى وتسعين وخمسمائة ببغداد. صالح بن بهلة الهندي طبيب مذكور في أيام الرشيد هندي الطب حسن الإصابة فيما يعانيه ويخبر به من تقدمه بالمعرفة على طريق الهند ومن عجيب ما جرى له أن الرشيد في بعض الأيام قدمت له الموائد فطلب جبرائيل بن بختيشوع ليحضر أكله على عادته في ذلك فطلب فلم يوجد فلعنه الرشيد وبينما هو في لعنته إذ دخل عليه فقال له إن اشتغل أمير المؤمنين بالبكاء على ابن عمه إبراهيم بن صالح وترك تناولي بالسب كان أشبه فسأله عن خبر إبراهيم فأعلمه أنه خلفه وبه رمق ينقضي آخره وقت صلاة العتمة فاشتد جزع الرشيد من ذلك وأمر بدفع الموائد وكثر بكاؤه فقال جعفر بن يحيى يا أمير المؤمنين جبرائيل طبه رومي وصال بن بهلة الهندي في العلم بطريقة أهل الهند في الطب مثل جبريل في العلم بمقالات الروم فإن رأى أمير المؤمنين أن يأمر بإحضاره ويوجهه إلى إبراهيم بن صالح ليفهمنا عنه فعل فأمر الرشيد جعفرا بإحضاره وتوجيهه وبالمصير إليه بعد منصرفه من عند إبراهيم ففعل ذلك ومضى صالح بن بهلة إلى إبراهيم حتى عاينه وجس عرقه وصار إلى جعفر فدخل جعفر على الرشيد فأخبره بحضور صالح بن بهلة فأمره الرشيد بإدخاله إليه فدخل ثم قال يا أمير المؤمنين أنت الإمام وعاقد ولاية القضاء للأحكام ومهما حكمت به لم يجز لحاكم فسخه وأنا أشهدك وأشهد على نفسي من حضرك أن إبراهيم بن صالح إن توفي في هذه الليلة أو في هذه العلة ام كل مملوك لصالح بن بهلة حر لوجه الله وكل دابة له فحبيس في سبيل الله وكل مال له فصدقة على المساكين وكل امرأة له فطالق ثلاثا فقال الرشيد حلفت يا صالح بالغيب فقال صالح كلا يا أمير المؤمنين إنما الغيب ما لا دليل عليه ولا علم به ولم أقل ما قلت إلا بدلائل بينة وعلم واضح فسرى عن الرشيد ما كان يجد وطعم وأحضر له النبي فشرب فلما كان وقت العتمة ورد كتاب صاحب البريد بمدينة السلام بوفاة إبراهيم بن صالح علي الرشيد فاسترجع وأقبل على جعفر بن يحيى باللوم في إرشاده إياه إلى صالح بن بهلة وأقبل يلعن الهند وطبهم ويقول واسوأتا من الله أن يكون ابن عمي يتجرع غصص الموت وأنا أشرب النبيذ ومزجه بالماء وألقى فيه من الملح شيئا وأخذ يشرب منه ويتقيأ حتى قذف ما كان في جوفه من طعامه وشرابه وبكر إلى دار إبراهيم فقصد الخدم بالرشيد إلى رواق فيه الركاسي والمساند والنمارق فاتكأ الرشيد على سيفه ووقف وقال لا يحسن الجلوس في المصيبة بالأحبة على أكثر من البساط وصارة سنة لبني العباس من ذلك ولم تكن السنة كذلك ووقف صالح بن بهلة بين يدي الرشيد فلم ينطق أحد إلى أن سطعت روائح المجامر فصاح صالح بن بهلة عند ذلك الله الله يا أمير المؤمنين أن تحكم علي بطلاق زوجتي فيتزوجها من لا تحل له الله الله أن تخرجني من اسمتي ولم يلزمني حنث الله الله أن تدفن ابن عمك حيا فوالله ما مات فأطلق لي الدخول عليه وانتظر إليه وهتف بهذا القول مرات فأذن له بالدخول على إبراهيم ثم سمع الجماعة تكبيرا فخرج صالح بن بهلة وهو يكبر ثم قال يا أمير المؤمنين قم حتى أريك عجبا فدخل إليه الرشيد ومعه جماعة من خواصه فأخرج صالح إبرة كانت معه وأدخلها بين ظفر إبهام يده اليسرى ولحمه فجذب إبراهيم يده وردها إلى بدئه فقال صالح يا أمير المؤمنين هل يحس الميت الوجع فقال يا أمير المؤمنين أخاف إن عالجته فأفاق وهو في كفن يجد منه رائحة الحنوط أن ينصدع قلبه فيموت مونا حقيقيا ولكن مر بتجريده من الكفن ورده إلى المغتسل وإعادة الغسل عليه حتى يزول منه رائحة الحنوط ثم يلبس مثل ثيابه التي كان يلبسها في حال صحته ويطيب بمثل ذلك الطيب ويحول إلى فراش من فرشه التي كان يجلس وينام عليها حتى أعالجه بحضرة أمير المؤمنين فإنه يكلمه من ساعته قال أبو سلمة فوكلني الرشيد بالعمل بما حد صالح بن بهلة ففعلت ذلك قال ثم سار الرشيد وأنا معه ومسرور إلى الموضع الذي فيه إبراهيم ودعا صالح بن بهلة بكندس ومنفخة من الخزانة ونفخ من الكندس في أنفه فمكث مقدار سدس ساعة ثم اضطرب بدنه وعطس وجلس فكلم الرشيد وقبل يده وسأله الرشيد عن قضيته فذكر أنه كان نائما نوما لا يذكر أنه نام مثله قط طيبا إلا أنه رأى في منامه كلبا قد أهوى إليه فتوقاه بيده فعض إبهام فيها الإبرة وعاش إبراهيم بعد ذلك دهرا ثم تزوج العباسة بنت المهدي وولى مصر وفلسطين وتوفي بمصر وقبره بها.ده وسأله الرشيد عن قضيته فذكر أنه كان نائما نوما لا يذكر أنه نام مثله قط طيبا إلا أنه رأى في منامه كلبا قد أهوى إليه فتوقاه بيده فعض إبهام فيها الإبرة وعاش إبراهيم بعد ذلك دهرا ثم تزوج العباسة بنت المهدي وولى مصر وفلسطين وتوفي بمصر وقبره بها.
حرف الطاء المهملة
في أسماء الحكماء
طوريوس الطيفوري حكيم طبيعي مجهول الزمان والمكان دل على حكمته تصنيفه وهو كتاب الرؤيا مقالة.
طيمورخاس حكيم رياضي يوناني عالم بهيئة الفلك وصناعة آلات الأرصاد رصد الكواكب في زمانه وحقق مواضعها وقد ذكر بطليموس أرصاده في كتابه المسمى بالمجسطي وذكر أن وقته كان متقدما لوقته بأربعمائة وعشرين سنة.
طينقروس البابلي هو أحد السبعة الموكلين بسدانة البيوت وهو في الأغلب صاحب بيت المريخ كذا ذكر في بعض الكتب وله تصانيف منها. كتاب المواليد على الوجود والحدود.
الطيفوري المتطبب نقل له حنين عد كتب في الطب وكان مقدما فاضلا حاذقا واسمع عبد الله وهو حد إسرائيل بن زكريا الطيفوري مطبب الفتح بن خاقان ولقب بالطيفوري لأنه كان طبيبا لطيفور مولى الخيزران أم الهادي والرشيد وكان أحظى الناس عند الهادي حكى يوسف بن إبراهيم مولى إبراهيم بن المهدي قال سألت الطيفوري عما يذكر العوام من فتح موسى الهادي فاه حتى يقول الموكل به أطبق فأنكر ذلك أشد إنكار وحلف أنه ما عاين أحدا كان أحسن من الهادي وجها وصمتا ونطقا ومبسما فحدثت بهذا الحديث مولى إبراهيم بن المهدي فقال صدق الطيفوري.
حرف العين المهملة
في أسماء الحكماء
العباس بن سعيد الجوهري المنجم خبير بصناعة التسيير وحساب الفلك قيم بعمل آلات الأرصاد صحب المأمون وندبه إلى مباشرة الرصد في جملة الجماعة المتولين لذلك بالشماسية ببغداد وحقق مواضع بعض الكواكب السيارة والنيرين وعمل على ذلك زيجا مشهورا مذكورا عند أهل هذا الشأن فهو ورفقته سندين علي وخالد بن عبد الملك المر والروزي ويحيى بن أبي منصور أول من رصد في الملة الإسلامية ثم تبعهم الناس بعد ذلك على ما سيأتي في خبر رجل منهم وله تصانيف منها كتاب الزيج. كتاب تفسير كتاب إقليدس. كتاب الأشكال التي في المقالة الأولى عن كتاب إقليدس.
عبد الله بن المقفع كان فاضلا كاملا وهو أول من اعتنى في الملة الإسلامية بترجمة الكتب المنطقية لأبي جعفر المنصور وهو فارسي النسب ألفاظه حكيمة ومقاصده من الخلل سليمة ترجم كتب أرسطوطاليس المنطقية الثلاثة وهي كتاب قاطيغورياس وكتاب باري أرمينياس وكتاب أنالوطيقا ترجم ذلك بعبارة سهلة وترجم مع ذلك الكتاب الهندي المعروف بكتاب كليلة ودمنة وله تآليف حسنة منها. رسالته في الأدب والسياسة. ورسالته المعروفة باليتيمة في طاعة السلطان.
عبد الله بن مسرور النصراني غلام أبي معشر البلخي المنجم هذا الرجل صحب أبن معشر المدة الطويلة واستفاد من علومه إلى أن اشتهر اسمه وذكر في وقته وانتهى إلى درجة التصنيف فيها يعانيه ومن تصانيفه. كتاب مطرح الشعاع. كتاب تحاويل سني المواليد. كتاب تحاويل سني العالم.
عبد الله بن أماجور أبو القاسم الهروي من أولاد الفراعنة وكان فاضلا مذكورا في زمنه له مكانة من هذا الشأن ومنزلة مذكورة وله تصانيف مفيدة منها كتاب زاد المسافر. كتاب الزيج المعروف بالخالص. كتاب الزيج المعروف بالخالص. كتاب الزيج المعروف بالمزئرة. كتاب الزيج البديع. كتاب زيج السند هند. كتاب في الممرات. كتاب زيج المريخ على التاريخ الفارسي.
عبد الله بن الحسن الصيدلاني المنجم هذا رجل اشتهر بعلوم النجامة والهندسة وكان ميله إلى الحساب أكثر وله تصانيف.
صفحہ 97