حنون النصراني الزهاوي الطبيب قرأ الطب على أطباء الرها ورحل إلى ديار بكر فلقي من كان بها بآمد وميافارقين من الحكماء ثم خدم الناس بطبه وتنقل في البلاد بصناعته ورحل إلى مملكة قلج أرسلان بن مسعود بن قلج أرسلان بن سليمان ابن قتلمش بن إسرائيل بن سلجوق فخدم أمراء دولته ثم خرج عن تلك الديار تلك ديار بكر وخدم من حصل هناك من البيت الشاه الأرمني وقد جاء بعده من هزار ديناري ومن خلفه ثم الداخلين على تلك الديار من البيت الأيوبي ورجع إلى الرها ثم جاء إلى حلب وقضى نحبه بحلب في سنة خمس عشرة وستمائة. الحقير النافع هذا جرائحي مصري يهودي كان في زمن الحاكم ومن ظريف أمره أنه كان يرتزق بصناعة مداواة الجراح في غاية الخمول واتفق أن عرض لرجل الحاكم عقر زمن ولم يبرأ وكان ابن مقشر طبيب الحاكم والحظي عنده وغيره من أطباء الخاص المشاركين له يتولون علاجه فلا يؤثر ذلك إلا شرا في العقر فأحضر له هذا اليهودي فلما رآه طرح عليه دواء يابسا فنشفه وشفاه في ثلاثة أيام فأطلق له ألف دينار وخلع عليه ولقبه بالحقير النافع وجعله من أطباء الخاص. الحكم بن أبي الحكم الدمشقي الطبيب هذا طبيب كان في صدر الدولة العباسية وكان من المعمرين وأبوه أبو الحكم كان طبيبا في صدر الإسلام وسيره بن أبي سفيان مع ولده يزيد طبيبا إلى مكة عندما سير يزيد أميرا على الحج في أيامه قال الحكم هذا خرج أبي مع يزيد بن معاوية إلى مكة طبيبا وخرجت أنا مع عبد الصمد بن علي ابن عبد الله بن العباس طبيبا إلى مكة وبين وفاة يزيد بن معاوية وعبد الصمد بن علي مائة ونيف وعشرون سنة والحكم هذا هو والد عيسى بن الحكم الطبيب المشهور وتوفي الحكم هذا بدمشق وعبد الله بن طاهر يومئذ بدمشق في سنة عشر ومائتين فطلب عبد الله متطببيه في وقت غذائه فلم يصب أحدا منهم فسأل عنهم فأخبر بوفاة الحكم وحضورهم جنازته فعاتب عبد الله متطببه أيوب بعد منصرفه على تركه حضور طعامه فاعتذر أيوب بوفاة الحكم وأعلمه أنه ما يعرف أحدا بلغ من السن فلم يتغير عقله ولم ينقص علمه غيره فسأله عبد الله عن سنه فأعلمه أنه عمر مائة سنة وخمس سنين فقال عبد الله عاش الحكم نصف التاريخ.
وقال عيسى بن الحكم ركبت مع أبي الحكم في مدينة دمشق فاجتزنا بحاثوت حجام قد وقف عليه بشر كثير فلما بصر بنا بعض الجماعة قالوا أفرجوا هذا الحكم المتطبب وعيسى ابنه فلما أفرج القوم فإذا برجل فد فصده الحجام في العرق الباسليق فصدا واسعا وكان الباسبيق على الشريان فلم يحسن الحجام أن يعلق العرق فأصاب الشريان ولم يكن عند الحجام حيلة في قطع الدم فاستعملنا الحيلة في قطعه بالرفائد ونسج العنكبوت والوبر فلم ينقطع فسأل الحكم ولده عيسى ما الحيلة فأعلمه أن لا حيلة عنده قال عيسى فدعا أبي بفستقة مشقوقة فأمر بفتحها وطرح ما فيها ثم أخذ أحد نصفي القشرة فجعله على موضع الفصد ثم أخذ حاشية كتان غليظ فلف بها موضع الفصد على قشر الفستقة لفا شديدا كان يستغيث المتفصد من شدته ثم شد ذلك بعد اللف شدا شديدا وأمر بحمل الرجل إلى نهر بردى فأدخل يده في الماء ووطأ له على شط النهر ونومه عليه وأمر فحسامحات بيض ووكل به تلميذين من تلاميذه وأمرهما بمنعه من إخراج يده من موضع الفصد من الماء إلا عند وقت الصلاة أو يتخوف عليه الموت من شد البردة فإن تخوف أذنا له في إخراج يده هنيهة ثم أمراه بردها ففعلا ذلك إلى الليل ثم أمر بحمله إلى منزله ونهاه عن تغطية موضع الفصد وعن حل الشد فيل استتمام خمسة أيام ففعل ذلك إلا أنه سار إليه في اليوم الرابع وقد ورم عضده وذراعه ورما شديدا فنفس من الشد شيئا يسيرا وقال الرجل الورم أسهل من الموت فلما كان في اليوم الخامس حل الشد فوجدنا قشر الفستقة ملتصقا بلحم الرجل فقال والدي للرجل بهذا نجون من الموت وإن قلعت هذا القشر قبل انخلاعه وسقوطه من غير فعل منك تلفت نفسك قال عيسى فسقط القشر في اليوم السابع وبقي في مكانه دم يابس في خلقة الفستقة فنهاه أبي عن العبث به أو حك ما حوله أو فت شيء من ذلك الدم فلم يزل ذلك الدم يتحات حتى انكشف موضع الفصد في أكثر من أربعين ليلة وبرأ الرجل.
حرف الخاء المعجمة
في أسماء الحكماء
الخاقاني المنجم وكان موصوفا بعلم النجوم وتسييرها وحل أزياجها والكلام على طبائعها وأحكام الحوادث الصادرة عنها وله اشتهار بذلك توفي في العشر الثالث من سني المائة الخامسة للهجرة.
حرف الدال المهملة
في أسماء الحكماء
صفحہ 80