89

احتراس

الاحتراس عن نار النبراس المجلد الأول

اصناف

أما الأشاعرة فإنهم لا يسمون العبد خالفا أصلا لا بالاستقلال ولا بغيره، حتى أن إمام الحرمين مع قوله: بأن العبد مؤثر في أفعاله قد شنع على من أطلق اسم الخلق على فعل العبد ونوه بذلك في النظامية وأوهم بأنه مناط ذم المعتزلة ظنا منه أنهم يطلقونه على عليه.

وأما المعتزلة وسائر العدلية رحمهم الله فلأن البغدادية منهم كبشر بن المعتمر وأبي الحسين الخياط، وأبي القاسم الكعبي، وسائرهم يمنعون إطلاق الخلق على غير فعل الله تعالى لما سيأتي إن شاء الله تعالى، وهذا هو الذي يدل عليه كلام العلامة في الكشاف في بعض المواضع مع أنه لا يقول بمذهب هؤلاء في أن اللغة وتوفيقه كما يدل عليه كلامه في الأساس.

وأما عباد بن سليمان الضيمري، ومن قال بمقالته المذكورة في فن أصول الفقه وعلم البيان، فبناء على كلامهم من اعتبار المناسبة الطبيعية بين اللفظ والمعنى فالخلق عندم لا يطلق إلا على فعل الله تعالى، وسيأتي أيضا إن شاء الله تعالى.

صفحہ 97