الخادم: امض معه وانظر فإن تغدى أحمد عنده كان معه علينا، وإن لم يتغد كان معنا عليه! فلما أحس دينار بمجيئه، أعد له طعامًا ثم جاء ابن أبي خالد، فأدى رسالة المأمون حتى كملت، ثم حضر عشرون فروجًا فأكلها، ثم جيء بسمك فما ترك منه شيئًا، ولما توسط الأكل، قال له دينار: مالكم عندي إلا سبعة آلاف ألف، ما أعرف غيرها! فلما أكمل الأكل، قال له أحمد: احمل إلى أمير المؤمنين ما ضمنت! فقال: ما عندي إلا ستة آلاف ألف! فقال له ياسر: ما قلت إلا سبعة آلاف ألف، وقد سمع ذلك أبو العباس؛ فقال ابن أبي خالد: ما أحفظ ما كان، ولكن قل الآن أسمع! قال دينار: ما قلت إلا ستة آلاف ألف. وسبق ياسر فأخبر المأمون، وجاء أحمد فقال: إنه قد أقر بخمسة آلاف ألف. فضحك المأمون وقال: ما قام على أحد غداء بأغلى منا! قام علي غداء أحمد بن أبي خالد بألفي ألف درهم!
وكان المأمون قد استبطأ عمرو بن مسعدة، وفي مجلسه علي وأحمد والحسن بنو هشام، وأحمد بن أبي خالد، فقال: يحسب عمرو أني لا أعرف أخباره، وما يجري إليه، وما يعامل به الناس! بلى والله، ثم لعله لا يسقط عني منه شيء! فصار أحمد ابن أبي خالد إلى عمرو بن مسعدة، فخبره بما جرى وأُنسي أن يستكتمه، فراح عمرو إلى المأمون، وطرح سيفه وقال: أنا عائذ بالله من سخط أمير المؤمنين،
1 / 110