فاتصل الخبر بالمعلى بن أيوب وغسان بن عباد، وهما ابنا خالتي الحسن والفضل، فسارا إلى الحسن فعذلاه ووبخاه وطالباه بالركوب والاعتذار إلى المأمون، وأتياه فقال له غسان: نحن عبيدك يا أمير المؤمنين وصنائعك، بل عرفنا، واصطناعك شرفنا، كنا أذلاء فرفعتنا، وكنا فقراء فأغنيتنا، فاعف خطيئة مسيئنا لمحسننا؛ قال: ويحك ما أصنع، وحلفت له ثلاثًا؟ فقال المعلى: يا أمير المؤمنين، أنسته فأنس، وسقيته فانتشى، فاغفر له هفوته؛ فقال المأمون: يا غلام سر إلى أبي محمد فقل له: إما تجيئنا وإما نجيئك!
أحمد بن أبي خالد
كتب للحسن بن سهل، ثم وزر للمأمون، وكان أكولًا نهمًا ملتهب المعدة، لا يصبر على تأخير الغداء، فرفع إلى المأمون أن ابن أبي خالد يقتل المظلوم ويعين الظالم بأكلة، فأجرى عليه ألف درهم كل يوم لمائدته، ثم كان إذا وجهه في حاجة، أمره بأن يتغدى قبل ويأكل.
قال الصولي: ولى المأمون دينار بن عبد الله الحبل، ثم صرفه ووجد عليه، فأرسل إليه أحمد بن أبي خالد، يعد ديونه ويطلب منه المال، وقال لياسر
1 / 109