103

إجازة من عالم السياسة، ومن عالمنا الصاخب في غير طائل ...

وهل في العالم من يستغني عن هذه الإجازة من سنة إلى سنة، أو من حين إلى حين؟

ساء حظه إن استغنى عنها؛ لأنه لن يستغني عنها إلا إذا أضاع نفسه فيها.

ولقد سن لنا الله سنة الإجازة من الحياة كلها في كل يوم، فهل نستغني عنها في هذا الشغل الشاغل الذي يبغض الحياة إلى نفوس الأحياء؟

معاذ الله خالق النوم لنا «إجازة يومية» من الحياة، وليته خلق للحيوان «السياسي» بالطبع - كما يقول أرسطو - إجازة قهرية ينام فيها عن سياسته ... فإن غفلة النوم أروح له من هذه الغفلة الدائمة وهو سهران!

وبحمد الله لا أزال أعرف هذه الإجازات، وإن لم أكن في بطالة.

ألا يقدر أناس على الغفوة بعد الغفوة، وهم في وسط الحركة والضجيج؟ بلى يقدرون ... •••

وفي وسط الحركة والضجيج، بل في وسط المعمعة كما كان يفعل نابليون على ظهر جواده، أستطيع أن أغمض عيني في عالم الأحلام، فأذهب في إجازة اليوم أو الشهر أو العام.

وإنني في تلك الغفوة لأيقظ ما أكون ...

لأنني في تلك الغفوة أهيم في أحلام الشعر والفن والأدب، فلا تقوى معركة «المارن» نفسها على إخراجي من ديوان شعر، أو صفحات كتاب أغلق «أبوابه» علي!

نامعلوم صفحہ