============================================================
و(حينيذ)ا، فهذه وما أشبهها أسماء؛ بدليل وجود التنوين في آخرها.
بل يكون فيه وفيما فيه التاء تقديرا بل وفيما يكون لمذكر كاصطبلات هذا، ثم ما ذكرنا من أن تنوين نحو مسلمات للمقابلة هو ما ذكره الجمهور، وهو المشهور. وقال الربعي: للتمكين، وبعضهم: للتنكير، وبعضهم: للتعويض عن الفتحة نصبا . ويرد الأول: ثبوته(1) مع ما فيه فرعيتان كعرفات علما، والثاني: ثبوته مع المعربات، والثالث: أن الكسرة قد عوضت(2) عنها كذا قيل ولا يخفى ما في بعض الردود من النظر(3) فليتدبر. (قوله وحينئذ) مثال لتنوين العوض وهو اللاحق لإذ عوضا عما تضاف إليه جملة أو اكثر فأصل حينئذ مثلا حين إذ كان كذا فحذفت الجملة إيجازا وتحسينا وجيء بالتنوين عوضا فالتقى ساكنان ذال إذ والتنوين فكسر الذال على الأصل وليست الكسرة للإعراب خلافا للأخفش، فالتنوين عنده للتمكين إذ العرب قالوا يومثذا بفتح الذال منونا ولو كان معربا لم يجز فتحه؛ لأنه مضاف إليه فدل ذلك على أنه مبني لكن تارة يكسر على الأصل وتارة يفتح للخفة. هذا؛ فإن قلت : كيف أصبحت الإضافة في حينيذ مع آن حين وإذ كل منهما بمعنى الزمان؟ . قلت : هذا عند ابن مالك من إضافة أحد المترادفين إلى الآخر وهي جائزة عنده وعند الجمهور من إضافة الأعم إلى الأخص كشجر أراك؛ وذلك لأن إذ تخصصت بالإضافة إلى ما بعدها فلا محذور. فإن قلت: هل يعوض التنوين عن مفرو وعن حرفي كما يعوض عن جملة؟ قلت: قد ذكر ذلك بعض النحويين ومثلوا له بنحو كل وبعض وبجوار وغواش، وكأن المصنف لا يقول به ولا يرتضيه يشير إلى ذلك سكوته لكن صرح بالثاني في التوضيح فتدبر. فإن قلت: هذه الأقسام التي ذكرها للتنوين لا تعرف إلا بعد معرفة الاسم فجعلها علامة الاسم دوري: قلت: المجعول علامة هو مطلق التنوين الذي يعرف بمجرد ثبوته لفظا لا خطأ، أو أن التعريف لفظي يخاطب به من عرف تلك الأسماء ولو بالتوقيف، فإن قلت: نراهم يذكرون التنوين أقساما غير هذه كتنوين الضرورة والشاذ والحكاية والترنم والغالي فما الحكمة في الاقتصار على ما ذكر؟ قلت الحكمة فيه الإشارة إلى هذه هي المعتبرة والباقية بعضها راجعة (1) فيه آنه قد يحذف. منه.
(2) فيه أن الكسرة وإن عوضت إلا أنه قد حصل وهن فجبر بهذا التعويض أيضا. منه.
(3) قد أشرنا إلى ذلك في التعليقتين وهو وجه التدبر. منه.
29)
صفحہ 39