============================================================
الهجائية، سواء دل على معنى؛ ك (زيد) أم لم يدل؛ ك (ديز) مقلوب (زيد). وقد تبين أن كل قول لفظ؛ ولا ينعكس.
تعريفه بالصوت المعتمد على مقطع كما عرفه به بعض النحاة. قلت (1): أجيب بأن الصوت له جهتان جهة عموم وهي كونه صوتا، وجهة خصوص وهي كونه لفظا، فالصوت مشتمل من جهة عمومه ومشتمل عليه من جهة خصوصه وهذا القدر من المغايرة كافي فلا محذور. وبعض من يدعي الفضل أجاب بأن الاشتمال على بعض الحروف مجاز عن وجوده عند النطق والعلاقة اللزوم فليتدبر(4). (قوله الهجائية) نسبة للهجاء الذي هو تقطيع حروف الكلمة لبيان اسمها. وكونها حروف المباني لابتناء الكلمة منها. واعلم أن الحروف الهجائية لا تتوقف معرفتها على معرفة اللفظ ولا على معرفة الكلمة بل هي بديهية كما ذكره بعض المحققين، فلا يلزم الدور الصريح في الأول والمضمر في الثاني فتدبر(3). وسمي الصوت المشتمل على ما دل لفظا؛ لأنه يجعل بسبب رمي الهواء من داخل الرئة إلى خارجها فهو كما قاله الرازي من إطلاق اسم السبب على المسبب. (قوله سواء) أي: دلالته على معنى وعدمها مستو في صحة إطلاق اللفظ عليه، فسواء فيي الأصل مصدر بمعنى الاستواء. (قوله كزيد) أي علما كما هو الظاهر، أو مصدرا من زاد يزيد، أو جمع تكسير لمذكر بمعنى زائدون. (قوله أو لم يدل) أي: على معنى بطريق الوضع له، وبهذا يستقيم التمثيل وإلا فديز مقلوب زيد دال على حياة اللافظ به من وراء جدار مثلا. (قوله مقلوب ديز) أراد به غير موضوع لشيء. (قوله وقد) هي للتحقيق قيل: أو للتوقع. (قوله تبين) أي: ظهر مما ذكرنا من اختصاص القول بالموضوع لمعنى وعدم (1) أقول: الأولى أن يجاب بمنع ذلك؛ فإن الحرف على ما في الشفا هيئة عارضة للصوت يتميز بها صوت عن صوت آخر مثله في الحدود والثقل تميزا في المسموع انتهى. فهما متغايران فلا إشكال فليحفظ عبد الله ابن المؤلف.
(2) وجه الأمر بالتدبر، أن في هذا التوجيه ارتكاب مجاز وأنت تعلم ما على مرتكبه في التعريف منه، وأجيب: بأن أهل هذا الفن يكتفون بدلالة الالتزام في التعاريف تسامحا فتدبر عبد الله .
(3) وجه الأمر بالتدبر الإشارة إلى الدقة والاحتياج إلى معرفة الدور بقسميه والكلام في ذلك طويل وذكر مثل هذه المباحث للتشحيذ والتمرين فلا تكن من المعترضين
صفحہ 28