============================================================
بشو الله الرحين الرتحيه سبحان من رشح قطر ندا جوده على متن جميع الأسماء والمسميات، وشرح ندا علامة وجوده الظاهرة في حواشي الملكوت سائر مضمرات أحوال الأشكال والإشكالات، وصلاة وسلاما على علم الهدى وبل الصدا المرفوع إلى الغاية القضوى والمنصوب لإعراب المشكلات وكشف البلوى عمدة العالمين وعدة العالمين أبي القاسم محمد لة وشرف وكرم ومجد، وعلى آله التابعين لسننه والعاملين لسننه وأصحابه المتميزين بنعوت الكمال وأوصاف العطف والافضال، وعلى من نحا نحوهم واقتفى أثرهم من السادات الفخام والأساتذة العلماء والأعلام الخافضين جناحهم للمستفيد والجازمين بسيوف كلماتهم رقبة كل جاهل عنيد.
وبعد: فيقول العبد المفتقر إلى اللطف القديم الأبدي السيد محمود الآلوسي ابن السيد عبد الله أفندي كان الله لهما وميز في الدارين حالهما: قد اقترح علي بعض الأحباب من خلص الأصحاب محمود الأفعال علي الخصال أن أجمع له ما فرقته يد الزمان مما علقته في صغري(1) من حواش كالعقيان على شرح القطر لإمام العصر مفخر الاسلام سيدنا ابن هشام مما وعته أذني من التقارير أو سرقته من تحارير العلماء النحارير، فاعتذرت له باشتغالي بالدرس والتدريس وضيق وقتي حتى عن تحية جليس، فلم يزده اعتذاري إلا إلحاحا ولم يفده امتناعي إلا اقتراحا، فلما لم أر بدا من الامتثال ولم تمكني المخالفة بحال من الأحوال كيف وهو السويدي الذي نزل من القلب سويداه، وامتزج به حتى صار صورته وهيولاه، نتيجة قوم حازو المفاخر، وورثوا المكارم كابرا عن كابر. فشرعت في ذلك سالكا إن شاء الله أوضح المسالك جامعا له المعاني الرائقة والفوائد الفائقة.
من كل معنى يكاد الميت يفهمه لطفا و يعبده القرطاس و القلم (1) وكنت اذ ذاك أقرأ عصام الوضع وعمري ثلاثة عشرة سنة: (13)
صفحہ 23