============================================================
تطلق الكلمة في اللغة على الجملة المفيدة؛ كقوله تعالى: {كلا إنها كلمة هو قآيلها "المومنود: 100) إشارة إلى قوله: { رب ارحون لعليح أعمل صللحا فيما ر [المؤمنون: 100-99]،..
اذ الحكم فرع التصور، ولا تصور فيه غفلة عن مذهب أرباب العربية القائلين بالحكم، وركون إلى مذهب أهل الميزان وبتسليم اتفاق المذهبين يجاب بالمسامحة في الكلمة فتأمل. (قوله تطلق الكلمة) والمراد بها لفظها نظرا إلى قوله في اللغة ومعناها نظرا إلى قوله في الاطلاع ففي الكلام من قبيل الاستخدام، وهذا الإطلاق مجاز مرسل من تسمية الشيء باسم جزئه كتسمية القصيدة قافية. ولا استخدام فيه على ما لا يخفى على المراجع، أو استعارة مصرحة كأنه شبه الكلام من حيث ارتباط أجزائه بعضها ببعض بالكلمة واستعير له اسمها ثم حذف أو حقيقة نوعية والجمهور على الأول. (قوله على الجمل المفيدة) أي: جنسها فيطلق على واحدة ولا تطلق على الكلم الذي ليس بكلام وان وجدت العلاقة إذ لم يسمع، وقال بعض بالاطلاق اعتمادا عليها، نعم المسموع المتفق عليه إطلاق الكلام على ما يتمم الكلمة والكلم كحديث البراء بن عازب: "أمرنا رسول الله بالسكون ونهانا عن الكلام" كذا قاله بعض الأصوليين فتأمل. (قوله كلا) لها استعمالات أحدها للردع والزجر كما هنا. وثانيهما بمعنى حقا كقوله تعالى: للا إن الإنسن ليظفى (الملق: 6). وثالثها: بمعنى أي كقوله تعالى: { كلا والقر} (المئتر: 36) ورابعها بمعنى إلا الاستفتاحية كالآية الثانية أيضا على قول، والتخصيص بالأول قول سيبويه وبالثاني الكسائي وبالثالث النظر وبالرابع أبي حيان وهو أولى لكثرة اطراده فإن قول النظر لا يتأتى في الآية؛ لأنها لو كانت بمعنى نعم أو أي لكانت تتوعد بالرجوع؛ لأنها بعد الطلب وهو فاسد ضرورة عدم إمكانه وقول الكسائي لا يتأتى فيها أيضا؛ لأنها لو كانت بمعنى حقا لما كسرت همزة إن بعدها؛ لأنها لا تكسر بعد حقا ولا بعد ما كان بمعناها على ما قيل، وقول سيبويه لا يتأتى في قوله تعالى: { كلا والقمر} (المدتر: 32) إذ ليس قبلها ما يصح رده والتعسف غير مقبول كذا قال المصنف. ورد بأن الزمخشري جوز أن تكون ردعا عن إنكار ما بعدها وهو قوله تعالى: اخدى الكبر [المدثير: 30): 25
صفحہ 25