Hashiyat Ibn Hajar Al-Haytami on Al-Idah in Hajj Rituals
حاشية ابن حجر الهيتمي على الإيضاح في مناسك الحج
ناشر
المكتبة السلفية ودار الحديث
پبلشر کا مقام
بيروت
اصناف
الآخرةِ وَالدُنْيا، للْحَديثِ الصَّحيح في مُسْنَدِ أَبِي دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيِّ وَغَيْرِهِمَا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عن النّبيِّ ﷺ قَالَ: ثَلاَثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ
عليه وسلم سمع رجلاً يقول: اللهم اغفر لي، فقال له: ويحك لو عممت لاستجيب لك. وفي حديث آخر: عمم في دعائك فإن بين العام والخاص كما بين السماء والأرض. وشمل قوله بمهمات أمور الآخرة الدعاء بالمغفرة لهم ولو من جميع الذنوب وليس مراداً فقد قال العراقي كشيخه العز بن عبد السلام: يحرم طلب نفي ما دل السمع الآحادي على ثبوته كاللهم اغفر للمسلمين جميع ذنوبهم لما دلت عليه الأحاديث الصحيحة من أنه لا بد من دخول طائفة منهم النار، ولا ينافيه ما تقرر أن اغفر لي ولجميع المسلمين سنة. ولا قوله تعالى: ويستغفرون لمن في الأرض، واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات. أما الأول فلأنه إن أراد في بعض الأشياء صح أن يشرك معه غيره، أو أراد الكل صح في حقه إذا لم يتعين كونه من الداخلين النار، وأما في جميعهم فإن أراد المغفرة من حيث الجملة أو الستر في الدنيا صح إذ لا منافاة، أو مغفرة الجميع لجميع المسلمين من آدم إلى الساعة في الآخرة بأن لا يكون معه عقاب حرم لما سبق. وأما الثاني والثالث فلأنه لا عموم فيهما من حيث المغفرة لأن كلا منهما فعل في الإثبات وإنما فيهما عموم من حيث المغفور له. وربما يتوهم أيضاً من تعبير المصنف بذلك حل استر عورتي يوم القيامة عن الأبصار وهو كذلك خلافاً للزركشي كالقرافي، لأن ما صح أن الخلق يحشرون حفاة عراة ليس على عمومه كما صرح به البيهقي وغيره، فإن من المؤمنين من يبعث في أكفانه كما ورد في عدة أحاديث. وورد من طرق أنه صلى الله عليه وسلم دعا لأم سلمة بأن الله تعالى يستر عورتها يومئذ لما سألته في ذلك حين سمعته يقول: يحشر الناس حفاة عراة. ويحرم أيضاً طلب ما دل السمع الآحادي على نفيه كاللهم اجعلني أول من تنشق الأرض عنه يوم القيامة. قال القرافي وأقره الزركشي: وقد يكون الدعاء كفراً كالدعاء بطلب الراحة من أهوال يوم القيامة أو بتخليد مؤمن في النار، أو استدامة الحياة للراحة من هول الموت، أو لجميع بني آدم السلامة من إبليس وجنوده، أو بأن يرى الله في اليقظة، أو أن يفيض عليه ما هو مختص بالقدرة الإلهية كالإيجاد والقضاء النافذ انتهى. ومحله إن تعمد وعلم بالمنع. واعترض بما ذكراه في طلب الراحة بالسبعة المظلين بالعرش وبقوله تعالى: وهم من فزع يومئذ آمنون، قد يحمل كلامهما على طلب الراحة من جميع الأهوال من الموت إلى الجنة ومع ذلك لا يخلو
62