23- (والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم) (يس:39)
السؤال:
الهلال إذا اعتراه النقص هل هذا من حائل يحول أم هذا نقصان في ماهيته؟
-------------------------------------------------------
الجواب:
الله أعلم بذلك، والظاهر من قوله تعالى ( حتى عاد كالعرجون القديم)(يس:39)أن ذلك من نقصان في ذاته، لأن هذا الوصف إنما يكون في الذات، وذلك أنه لا يكون كالعرجون إلا إذا شابهه في الدقة والانحناء، وقد سأل معاذ بن جبل وثعلب بن يختم _وكانا من الأنصار_ قالا يا رسول الله ما بال الهلال يبدو دقيقا مثل الخيط ثم يزيد حتى يمتلئ ويستوي ثم لا يزال ينقص حتى يعود كما بدا لا يكون على حالة واحدة كالشمس، فنزل قوله تعالى: ( يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج}(البقرة:189).
وهذا السؤال منهم يدل على أن الدقة في ذات الهلال ، وقد أقرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على فهمهم من ذلك، ولو كان التغير لحائل لبينه لهم، فجاء جوابهم من قبل الله تعالى بقوله: {قل هي مواقيت للناس والحج}، وذلك يدل على أن سؤالهم كان عن وجه الفائدة والحكمة في تغير حال الأهلة في النقصان والزيادة.
وقيل: إن سؤالهم كان على ظاهره، وإنهم إنما سألوا عن العلة في تلك الزيادة والنقصان فأجيبوا ببيان حكمة ذلك؛ وهي معرفة المواقيت والحلول والآجال والحج ومعالم الحج، تنبيها على أن اللائق السؤال عن الحكمة.
قال السعد -من قومنا-: لأنهم ليسوا ممن يطلعون بسهولة على دقائق علم الهيئة.
قال السيوطي: وهذه قلة أدب منه وجهل بمقدار الصحابة -رضي الله عنهم-.
قال بعضهم: وزبدة ما أطال به السيوطى: أن الاختلاف في أحوال الأهلة ما بين في علم الهيئة؛ وهو باطل عند أهل الشريعة، فإنه يبنى على أمور لم يثبت منها شيء.
صفحہ 30