1- معنى تفسير القرآن بالرأي الموعود عليه الوعيد الشديد
السؤال:
ما معنى تفسير القرآن بالرأي الموعود عليه الوعيد الشديد لقوله صلى الله عليه وسلم: "من فسر القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار"، نعوذ بالله منها ومما يؤدي إليها، فإني كثيرا ما أجد في التفاسير ترجيحا وتضعيفا، هل تلك الأقوال توقيفية؟ فإن كانت فمن أين ساغ الترجيح والتضعيف، وكيف ذلك؟ تفضل بالجواب.
الجواب :
التفسير بالرأي هو الذي لا يستند إلى وجه من وجوه الاستنباط.
فهو نظير من أفتى مسألة بغير علم، أو فسر رؤيا بغير علم، فإن هذا مخطئ وإن أصاب، ولولا اتساع المقال في ذلك ما كان للقرآن وجوه ولا تفاوتت فيه الأفهام، على أنه البحر الزاخر الذي لا قعر له، لا تفنى عجائبه على مر الليالى والأيام.
والحديث بذلك مشكوك في صحته والله أعلم.
/
صفحہ 5
2- { وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين }(البقرة:184)
السؤال:
ما يوجد عن أبي محمد ما نصه :
"واختلف الناس في معنى {وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين }(البقرة:184) فقال كثير منهم: إنها منسوخة نسختها آية الصوم.
وقال آخرون: إنها ليست بمنسوخة وحكمها باق، وبهذا القول يأخذ أصحابنا، وفي آخر الآية ما شهد بمخالفتهم على تأويلهم، لأن الله تعالى قال: {وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له وأن تصوموا خير لكم}".
ما معنى قوله: وفي آخر الآية ما شهد بمخالفتهم بمخالفة من أخبرنا؟ وما صورة هذه الفدية؟ وهل هذه خاصة بأحد دون أحد أم لا؟
-----------------------------------------------------
الجواب:
كلام أبي محمد على ظاهره، وأراد بقوله: "ما شهد بمخالفتهم" يعني مخالفة القائلين بالنسخ، ومعنى قول أصحابنا ببقائها: ثبوت حكمها في الشيخ الكبير الذي لا يطيق الصوم؛ فإنه يطعم عندهم عن كل يوم مسكينا.
وبيان ذلك: أنهم تأولوا قوله {وعلى الذين يطيقونه} بحذف النافي، والمعنى: وعلى الذين لا يطيقونه، وحذف النافي مع الدليل عليه ثابت في لغة العرب، ومنه قوله تعالى {تالله تفتئوا تذكر يوسف}(2) أي: لا تفتتؤ، وقول القائل:
تالله ألقى الدهر مثلهم ** حتى أكون رهينة القبر
أي: لا ألقى دهري مثلهم. والله أعلم.
/
صفحہ 6
3- (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون)(آل عمران:92)
السؤال:
تفسير قول الله تعالى { لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم } (آل عمران:92) ، { وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت} (المنافقون: من الآية10). أهذا الرزق أمر بإنفاقه كله، أم يمسك منه؟ أفتنا ولك عظيم الثواب إن شاء الله تعالى.
الجواب:
في الآيات حث على الإنفاق، ويدخل تحت ذلك الإنفاق الواجب والمندوب، فمن الواجب إخراج الزكاة، ونفقة الزوجات والأولاد، وصلة الرحم، وإكرام الضيف، وإعانة المحتاج على تفصيل في ذلك. وأما الإنفاق المندوب فهو ما يتصدق به الإنسان في غير اللازم. والواجب أفضل من المندوب.
وقد بين الرب سبحانه وتعالى مواضع الإنفاق في قوله عز من قائل{ ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين } (البقرة:215) . وبين ما ينفق من الأموال في قوله عز من قائل { ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو} (البقرة: من الآية219) يعنى: الفاضل عن حاجة النفس والعيال، فما فضل بعد أداء الواجبات من ذلك ونحوه فهو الذي يتصدق به الإنسان تبرعا.
ثم إنه بين أن الإنفاق مما نحب، فلا يدرك المرء البر حتى ينفق مما يحب، وذلك لأن النفقة يراد بها وجه الله، فمن عدل عما يحب وتصدق بما يكره كان ذلك دليلا على قلة رغبته في رضا ربه، فقوله {مما تحبون} نص في أن المنفق بعض ما يحبون لا جميعه، ولما سمع أبو طلحة رضي الله عنه هذه الآية تصدق ببيرحاء (وهو مال له بالمدينة) كان أحب أمواله. والله أعلم ، والسلام.
/
صفحہ 7
4- { فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن) (النساء :34)
السؤال :
تفسير قوله تعالى: { فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن }(النساء:34) ما الذي تجب فيها الموعظة؟ وما الذي يجب فيه الهجر؟ وما حده الذي يجب فيه الضرب؟
الجواب:
لا يجب شيء من ذلك بل يجوز، وإنما يجوز عند النشوز؛ وهو أن تستكبر المرأة نفسها وتترفع على الزوج وتمتنع من أداء حقوقه، فهاهنا ينبغى له أن يبادرها بالنصيحة والموعظة ويذكرها عقوبة الله، فإن أصرت هجرها في المضجع، وذلك أن يعطيها ظهره إن نام معها، ولا يطلب منها حاجة، فإن أصرت جاز له أن يضربها ضربا غير مبرح، أي غير كاسر ولا مؤثر، فهذه مراتب التأديب للناشز، والله أعلم.
/
صفحہ 8
5- (وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم) (المائدة:83)
السؤال:
سبب نزول قوله تعالى: {( وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم )الخ الآية..(المائدة:83)؟
----------------------------------------------------
الجواب:
إن هذه الآية قيل: إنها نزلت في النجاشي ملك الحبشة في زمانه صلى الله عليه وسلم، فإنه كان منه ما وصف الله، وأنه قد أسلم فهو محسن قطعا، وقد صلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة حين بلغه خبر موته والله أعلم.
/
صفحہ 9
6- { كالذي استهوته الشياطين في الأرض حيران } (الأنعام: من الآية71)
السؤال:
قوله تعالى { كالذي استهوته الشياطين في الأرض حيران } (الأنعام: من الآية71) قال صاحب الكشاف: هذا ورد على ما تعتقده العرب أن الجن تستهوي الإنسان، والغيلان تستولي عليه، كيف يرد القرآن ويخبر ويشبه بما لا حقيقة له، وهذا على سبيل الكشف.
الجواب:
الغرض من التشبيه رسوخ المعنى في ذهن السامع على الوجه المطلوب، سواء كان للمشبه به حقيقة أم خيال، ومن التخييل الاستعارة التخييلية، وللعرب في ذلك فنون؛ ومنه: قول امرئ القيس: كأنياب أغوال. ومنه:
أعلام ياقوت نشرن ** على رماح من زبرجد
وليس للأغوال أنياب، بل لا وجود للأغوال أصلا، وإنما هو محض الخيال، وكذلك لا يوجد أعلام ياقوت على الوصف المذكور، والقرآن جمع أساليب البلاغة، ومن ذلك قوله تعالى: { طلعها كأنه رؤوس الشياطين} (الصافات:65) فافهم ذلك كله. والسلام عليك والعلم عند الله.
/
صفحہ 10
7- { رب أرني أنظر إليك }(الأعراف:143)
السؤال:
معنى قوله تعالى حاكيا عن سيدنا موسى عليه السلام حين قال: { رب أرني أنظر إليك }( الأعراف:143 ) كيف قال هكذا، وقد علم بأن الله تعالى لا تدركه الأبصار في الدنيا ولا في الآخرة؟
وإن كان لأجل قومه لكي تطمئن قلوبهم بذلك، فكيف يسخط خالقا ويرضى مخلوقا؟ وهذا أمر من ربه أم لا؟
وهل يجوز لنا أن نقول: إنه اجتراء على الله، وإن كان هذا قد سبق في علم الباري ولا بد من كونه؟ تفضل بالجواب.
----------------------------------------------
الجواب:
سأل موسى _عليه السلام_ وهو لم يره حقيقة وإنما أراد أن يقنع قومه حين قالوا له: ( لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة )( البقرة:55)، فأجابهم بما أجابهم به من المنع، فلم يرتدعوا عنه للجاجهم في طلبها.
وموسى عليه السلام يعلم استحالتها، فقوله تعالى حكاية عنهم {لن نؤمن لك} يدل على أن بينهم مع موسى مخاطبات في منع الرؤية، وأنه أخبرهم بمنعها، وإلا لما كان الجواب بلن نؤمن لك إلى آخر الآية، بل كان سؤالهم: أن يقولوا أرنا الله جهرة، أو نريد أن نرى الله جهرة، تعالى الله عما يقول المبطلون علوا كبيرا.
وإذا عرفت أن موسى عليه السلام لم يرد حقيقة الرؤية وإنما أراد الجواب باستحالتها من عند الله عرفت أنه ليس في ذلك تجاسر من موسى _عليه السلام_ على طلب محال، فليس فيه سخط الخالق لرضا المخلوق، لأن السخط أن لو طلب حقيقة الرؤية وهو لم يردها، ولو أراد ذلك لأخذته الصاعقة كما أخذت قومه الطالبين لها، ولعنف كما عنفوا.
كيف يطلب حقيقتها وهو يصفهم بالسفه في طلبها، كما ذكر ذلك تعالى في قوله: {أتهلكنا بما فعل السفهاء منا}(الأعراف:155) لكن لما كان سؤاله لذلك بغير إذن من ربه رجع إلى ربه بالتوبة، وذكر حال إيمانه وأنه ليس قصده قصد القوم، وذلك قوله { سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين }(الأعراف:143)، وقوله (أتهلكنا بما فعل السفهاء منا} .
وإنما حمله على السؤال قبل ذلك حرصه على إيمان قومه، لا لأجل أن يرضوا عنه، وذلك من رضا ربه لا من رضا قومه، كما يدل عليه قوله في قضية أخرى: {وعجلت إليك رب لترضى}(طه:84).
ولا يصح أن يوصف أحد من الأنبياء بالتجرؤ على الله فإن ذلك محال، فمن وصفهم بذلك فقد كفروا. والله أعلم.
صفحہ 11
8- سبب حذف البسملة من التوبة، وتكرارها في النمل
السؤال:
سورة براءة ، قال السائل: ما سبب حذف البسملة منها، ولم وقع في سورة النمل بسملتان، أفتنا في الوجهين؟ والسلام عليك .
الجواب:
أما براءة فإنها آية غضب على الكفار، والبسملة آية رحمة، والرحمة لا تناسب الغضب، فنزلت السورة بدون بسملة.
وأما البسملة الثانية في سورة النمل فإنها حكاية عن كتاب سليمان -عليه السلام- إذ كذلك كتبه { إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم} (النمل:30) ، وكانت كتب الأنبياء اختصارا والله أعلم.
/
صفحہ 13
9- { وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام)(هود: من الآية7)
السؤال:
عن الحكمة في قوله تعالى{ وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام )(هود: من الآية7) ، وقول الله{ هو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش}(الحديد: 4)، وقوله { فقضاهن سبع سموات في يومين}(فصلت:12) وغير ذلك في القرآن، أعني ذكر الأيام، ما الحكمة في ذكر الأيام؟ لأنه قال تعالى { إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون}.(يس:82) بين لنا وجه ذلك؟
الجواب:
قيل: إن الحكمة في ذلك تعليم خلقه التأني في الأشياء وإن كان الفاعل قادرا، لأن العجلة مذمومة غالبا، وقد جرت أفعال الصانع الحكيم تعالى على أسلوب الحكمة المستحسن الباهر للعقول، ومن عظيم قدرته تعالى أن خلق ذلك كله في ستة أيام، مع أن أقل المخلوقات يحتاج إلى مدة طويلة حتى يكمل خلقه، ففي الآية إظهار القدرة القاهرة، وبيان الحكمة الباهرة.
وزيادة الكشف أن تنظر بعين عقلك إلى هذه المخلوقات في زمانك، ومنها: الطفل، فإنه يقوم في البطن مدة، ثم يربى في المهد مدة، ثم ينشأ قليلا قليلا حتى يبلغ رشده، والله قادر أن يخلقه من أول مرة بشرا سويا، لكن حكمته الباهرة اقتضت هذا الصنع العجيب. وكذا القول في الثمار وغيرها. والله أعلم.
/
صفحہ 14
10- (ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم } (الحجر:87)
السؤال:
قوله سبحانه { ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم } (الحجر:87)دليل على أن البسملة من المثاني، وهل هو قاطع إن كان؟
الجواب:
قد استدل بعضهم بالآية على أن البسملة آية من الفاتحة، وليس هذا الاستدلال قاطعا لنزاع الخصم؛ بل فيه مقال. والله أعلم.
/
صفحہ 15
11- (وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا)(الاسراء: من الآية24)
السؤال:
قوله تعالى: ( وقل رب ارحمهما)(الاسراء: من الآية24) في حق الأبوين. أهذا الدعاء ثابت لهما مطلقا وليين كانا أو غير ووليين؟ وما المراد بالرحمة هنا؟
------------------------------------------------------
الجواب:
نعم، قيل: إن الدعاء بالرحمة ثابت للوالدين كانا وليين أو مجهولين، وأنهما يتوليان لهذه الآية، لأن العلة التي أمرنا بالدعاء لهما بالرحمة حصول التربية منهما.
وقيل: لا يتوليان إلا إذا كانا وليين كغيرهما من الناس، وعلى هذا فالآية خاصة في الوالدين الوليين والظاهر عدم التخصيص.
وأما من ظهر فسقه منهما فلا يتولى قطعا، بقوله تعالى {فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه}(التوبة: 114). والله أعلم.
/
صفحہ 16
12- (وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم}(الاسراء:44)
السؤال:
قوله تعالى { وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم} (الاسراء: من الآية44)، ما معنى هذا التسبيح الذي لا نفقهه الدلالة على وجوده تعالى، أم شيء لا نعقله؟
وهل يجوز أن يخلق الله تعالى شيئا يسبحه ويأمره وينهاه من غير أن نعقله؟ وإن كان كون الدلالة على وجوده هو التسبيح، أليس ذلك من معقولنا، وإذا كان عالم الإنس دالا على وجوده تعالى، وتسبيحهم أيضا دال على ذلك، هل يمكن أن يكون تسبيح جميع العوالم لا نفقهه مثل نقيق الضفادع وغير ذلك، وإذا كان إثبات شيء غير معقول فاسدا من أين هذا الفساد، وهل فرق بين المعقول والمفقوه، أم عدم الفقه مختص بأحد دون أحد؟
الجواب:
حسبك قوله تعالى {ولكن لا تفقهون تسبيحهم} فقد أخبرنا سبحانه وتعالى أن جميع الأشياء تسبح بحمده تسبيحا لا نفقهه، فمن تعاطى أن يفقهه بعد هذا فهو ساع في تبديل كلمات الله، وإياك والتكلف.
وفقه الشيء فهمه، وليس من المحال إثبات شيء لا نفهمه، والآية من متشابه القرآن الذي يجب علينا الإيمان به، عرفنا تأويله أو لم نعرف { سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير} (البقرة:285) ، والله أعلم.
/
صفحہ 17
13- { وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا} (مريم:71)
السؤال:
قوله تعالى { وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا} (مريم:71)، فهذه آية عامة لا خاصة، وما صفة الورود هاهنا؟ أفتنا.
الجواب:
إن الخطاب في الآية خاص بالكفار، لأن أول الآية خطاب لمنكري البعث، وهو قوله تعالى { ويقول الإنسان أإذا ما مت لسوف أخرج حيا} (مريم:66)، فجرى الخطاب هذا المجرى حتى التفت إليهم بقوله {وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا، ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا}، فالورود هو دخول الكفار النار، والمتقون منه ناجون.
وقيل: الخطاب عام، وعليه فمعنى الورود المشارفة من الشيء والوقوف عليه، ومنه قوله تعالى { ولما ورد ماء مدين)(القصص: من الآية23) }، أي شارفه ووقف عليه (ثم ننجي الذين اتقوا}، بعد المشارفة والوقوف {ونذر الظالمين فيها جثيا}.
وهذا القول هو قول أكثر أصحابنا، وعند قومنا في ذلك كلام يخالف القطعيات، لا حاجة لنا بذلك والله أعلم.
/
صفحہ 18
14- (حتى إذا رأوا ما يوعدون إما العذاب وإما الساعة) (مريم:75)
السؤال:
قوله تعالى في سورة مريم { حتى إذا رأوا ما يوعدون إما العذاب وإما الساعة فسيعلمون من هو شر مكانا وأضعف جندا) (مريم:75) .
الجواب:
"إما" للتفصيل، و"العذاب" في الآية: القتل والأسر الواقع يوم بدر، كذا قيل. و"الساعة": القيامة.
والمعنى: أنهم يستمرون على الطغيان إلى أن يعلموا إذا رأوا العذاب أو الساعة من هو شر مكانا وأضعف جندا. والله أعلم.
/
صفحہ 19
15- { يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا } (مريم: 85)
السؤال:
قوله تعالى { يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا * ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا } (مريم: 85 ،86) ، هل فيها دليل يؤيد بعض ما قيل في قوله سبحانه وتعالى { وإن منكم إلا واردها} (مريم: من الآية71)؟
الجواب:
نعم قد يؤيد القول بأن الورود خاص بالكفار، وإن المراد منه الدخول، فإنه تعالى ذكر أنه يحشر المتقين إلى الرحمن وفدا، ولم يذكر لهم مشارفة على النار، وذكر أنه يسوق المجرمين إلى جهنم وردا، أي دخولا فيها. والله أعلم.
/
صفحہ 20
16- { إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى } (طه:15)
السؤال:
معنى قوله تعالى: { إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى } ( طه:15) أقرب أن أخفيها؟ أم أنه لكثرة علامات القيامة وظهور دلالتها صارت كالمعاينة، أم ماذا؟
الجواب:
قيل معنى: ( أكاد ) أريد إخفاء وقتها، وقيل معناه: أقرب أن أخفيها، فلا أقول: إنها آتية لولا ما في الإخبار بإتيانها، وهذا المعنى هو الذي لاح لك، وذكرته في السؤال، وهو حقيقة كاد، والقرآن جار على أسلوب العرب في مخاطباتهم، وقيل معناه: أكاد أظهرها من أخفاه إذا سلب خفاه، وقيل: أكاد زائدة، والمعنى: أنه تعالى كاد أن لا يذكرها، ولو إجمالا لكونها أخفى المغيبات، لكنه ذكرها كما في قوله: ( إن الساعة آتية لحكمة )، وهي اللطف بالمؤمنين لحثهم على الأعمال الصالحة. ا ه . ملخصا من الفتوحات. والله أعلم.
/
صفحہ 21
17- { ولقد أريناه آياتنا كلها فكذب وأبى } (طه:56)
السؤال:
معنى قوله تعالى تأنيبا لعدوه فرعون{ ولقد أريناه آياتنا كلها فكذب وأبى }(طه:56) ما معنى هذا التأكيد؟ و"كل" للإحاطة والشمول، ومن المعلوم قطعا أنه تعالى أراه بعض آياته الباهرة كاليد والعصى والطوفان، وغير ذلك من الآيات التسع، ما معنى هذا الشمول؟
الجواب:
التأكيد للمضاف في قوله تعالى ) آياتنا )، والإضافة هاهنا لمعنى "ال"، وهى للعهد، فالمؤكد الآيات المعهودة من العصى وما بعدها، وأنت تقول: أخذت الدراهم كلها، وأخذت دراهمك كلها، إذا كان هنالك دراهم معهودة. والله أعلم.
/
صفحہ 22
18- (قالوا إن هذان لساحران)(طه:63)
السؤال:
رفع (هذان) على أي وجه ارتفع من قوله تعالى: { قالوا إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى) (طه:63) ؟
الجواب:
قيل: (هذان) اسم إن على لغة بنى الحارث بن كعب، فإنهم جعلوا الألف للتثنية، وأعربوا المثنى تقديرا، وقيل: اسمها ضمير للشأن المحذوف، وهذان لساحران خبرها. وقيل: إن بمعنى نعم، وما بعدها مبتدأ وخبر، وفيها أن اللام لا تدخل خبر المبتدأ، وقيل أصله: إنه لهذان ساحران، فحذف الضمير، وفيه أن المؤكد باللام لا يليق به الحذف.
وقرأ أبو عمرو {إن هذين} وهو ظاهر ، وابن كثير وحفص {إن هذان} على أنها هي المخففة، واللام هي الفارقة أو النافية، واللام بمعنى إلا .اه. نقلا عن القاضي البيضاوي، وفي كل واحد من الوجوه بحث لا يسع المقام ذكره. والله أعلم.
/
صفحہ 23
19- (وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون)(الحج: من الآية47)
السؤال:
وسأله الشيخ سليمان محمد أحمد الكندي نظما فقال:
أسائل شيخي الهمام الأغر ** سليل حميد الكمي الأبر
وحيد الزمان عظيم الجنا** ن بسيط اللسان جليل القدر
قليل الهجوع كثير الركو** ع مفيض الدموع بوقت السحر
منار الأنام صدوق الكلا ** م وفي الذمام عظيم الفكر
كثير الرماد طويل النجا** د مغيث العباد مميط الضرر
غضوب لمولاه راض بما ** به هو راض إذا الخطب كر
هو البحر عذب لكل امرئ ** تقي، أجاج لمن قد فجر
فلا عيب فيه سوى أنه ** صبور فطوبى لعبد صبر
لقد حار ذهني بما قد حكا**ه الإله العظيم لنا في السور
ويوم كألف سنينا أذلك طول ليوم عظيم بهر ؟
أم الهول فيه كتلك السنين على الخلق من عظم يوم أمر؟
وهل ذا على كل عبد يكون أم الأمر خص به من كفر؟
فمالي إلهي مغيث سواك إذا برزت جنة أو سقر ؟
ولولا الرجا فيك كادت تفيض من الخوف نفسي لعظم الخطر
فيارب عفوا لعبد جنى ** فأنت الغفور وأنت الأبر
-----------------------------------
الجواب:
غررت ومثلك من لا يغر ** رأيت السهى فظننت القمر
أيمدح مثلك مثلي بذا ** وما أنا في ورده والصدر
ولو شمتني وأنا نائم ** زمان الغنائم عفت الخبر
هديت إلى الخير هلا اقتصرت ** مديحك مني على ما ظهر
أعوذ بربي أن أحمدن ** بما ليس في لكي لا أسر
أتقرأ لا تحسبنهم ** فإن بها للورى مزدجر
تبصر خليلي تلق الهدى ** ففي الذكر نور لأهل البصر
وخف موقفا هائلا يومه ** كألف لعظم البلا والخطر
وما ثم يوم ولا ليلة ** ولكنه الهول حين انتشر
وفي آية قد أتى وصفه ** بخمسين ألفا فأين المفر
وتطبيقه تجعلن الحساب ** في الكل وصفا بليغ العبر
ووصف الكتاب عباراته ** تعبر عنه بحال بهر
أشاب الوليد وشق السماء ** وكورت الشمس ثم القمر
صفحہ 24
وقيل الحساب على أصله ** فوقت القيامة هذا القدر وإن لها موقفين معا ** فألفا وخمسون ألفا أخر
وقيل مواقف معدودة ** وكل كألف وهذا أمر
وقيل المراد بيان اقتدار ** العليم للحساب الأبر
وإنكم لو توليتموه ** ما كان منكم بذاك القدر
وهو يحاسبهم لحظة ** بأسرع حال كلمح البصر
وليس على مؤمن شدة ** ولكن على فاسق قد كفر
وهي أخف على مؤمن ** من الفعل للفرض نص الخبر
وقيل المراد بما في السور ** حصول العروج كما قد ظهر
فغلظ السماء كخمس مئين ** والأرض منها كخمس أخر
ويعرج بينهما أمره ** وينزل أيضا كما قد ذكر
ومن بعد ذاك إلى عرشه ** معارج غير الذي قد غبر
تعرج فيهن أملاكه مع الروح ** كلا على ما قدر
ومقدار ذاك كخمسين ألفا ** هم يعرجون بيوم أغر
وهذا هو الظاهر المرتضى ** وحسبك بالظاهر المختصر
وجاء عن البحر بحر العلوم ** في صفة اليوم وقف بهر
فهاك الجواب هديت الصواب ** ونلت الثواب كفيت الضرر
كفيت من الشر شر الورى ** وشر التواني وشر الغرر
ونلت من الخير صدق اليقين ** والعزم والصبر والمفتكر
ولا زلت ترقى على رغم من ** يعاديك أعلى المراقي الغرر
ويتحفنا الله من فضله ** عزائم تذهب عنا الخور
وتصعدنا في مراقي العلا ** ويجعلنا قدوة للبشر
ونحيي بها سنة المصطفى ** ونمحي بها جور من قد فجر
عليه الصلاة عليه السلام ** ما قام في الناس داع وقر
/
صفحہ 25