ولا يجوز أن يقال: الله تعالى خليل لأحد من أنبيائه ورسله وخلقه على الحقيقة؛ لأن الخليل في اللغة إنما خاصته الذي يفضي إليه بأسراره وأموره دون غيره؛ لأنهم لم يخصوا الله تعالى بشيء فيكون لذلك خليلا لهم، كما كانوا أخلاءه لما خصهم به من الوحي والرسالة.
* مسألة [هل كل الأنبياء أخلاء لله ؟ ]:
فإن قال: أفتزعمون أن جميع الأنبياء أخلاء الله، إذ كان قد خصهم بما خص به إبراهيم صلى الله عليهم ؟ قيل له: قد روي عن النبي j أنه قال: «إن الله قد اتخذ صاحبكم خليلا» يعني نفسه، ولهذا قال: «لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا» (¬1) ؛ لأن رسول الله j لا يختص أحدا من أمته بشيء من الدين والعلم لا يظهره لغيره، ولا أسر بذلك لأحد؛ /13/ لأنه قد بعث إليهم جميعا، فهو يعمهم بالإبلاغ والدعوة؛ فلما لم يخص أحدا بذلك من أمته لم يكن أحد منهم خليلا له.
صفحہ 22