والخيرة (¬1) مصدر في الاختيار والخير جميعا، فالله أعلم بالأصح من القولين.
* مسألة [معنى اختيار الله تعالى لأنبيائه] :
فإن قال: أفتزعمون أن اختيار الله تعالى لأنبيائه صلواته عليهم هو إرادته لهم؟ قيل له: إن اختياره تعالى للأنبياء هو اختياره لإرسالهم إلى العباد، وذلك إرادته لإرسالهم إلى العباد، فجعل اختياره لإرسالهم (¬2) اختيارا لهم في سعة اللغة. فإن قال: أفتزعمون أن اصطفاء الله تعالى للأنبياء هو اختياره لهم؟ قيل له: اصطفاؤه إياهم هو اختصاصه إياهم بها، وليس معنى الاصطفاء معنى الاختيار؛ لأن جميع ما يريده الإنسان من غير أن يلجأ إليه فهو مختار له، وليس يجب أن يكون مصطفيا له. كما يكون مختارا للأكل والشرب، ولا يكون مصطفيا لهما.
فصل [معنى خلة الإنسان لله تعالى] :
ويقال: إن الإنسان يكون خليلا لله تعالى، ومعنى الخلة الاختصاص، فمن اختصه برسالته ووحيه، وأفضى إليه من ذلك بما لم يفض به إلى غيره من الناس كان لله خليلا؛ لأن الله تعالى قد خصه بما وصفناه، ولهذا كان إبراهيم j خليلا لله، إذ كان قد خصه (¬3) بما لم يؤته غيره من الناس؛ ولهذا كان الرجلان إذا اختص بعضهما ببعض وأفضى كل واحد منهما إلى صاحبه بما لم يفض به إلى غيره سمي خليلا له في اللغة.
صفحہ 21