ووجدت في بعض الكتب أنه لا يجوز أن يقال: إن الله تعالى يختار، قال: ومعنى الخيار كالذي يروي (¬1) بين الشيئين فينظر أيهما يختار لجهله وقلة علمه بالأجود منهما، وذلك منفي عن الله تعالى؛ لأنه عالم بحقيقة الأشياء، وبفاسدها من صحيحها. وفي القرآن ما يؤيد القول الأول وهو قوله عز وجل: {وربك يخلق ما يشآء ويختار}، قال ابن عباس: يختار من يشاء من خلقه فيجتبيه بقول يجعله نبيا ورسولا، {ما كان لهم الخيرة} (¬2) ما كان لهم أن يختاروهم. /12/ وقال المفضل (¬3) : أي الخلق له، فيختار منه من يجعله نبيا ومن يجعله رسولا ومن يجعله شهيدا، {ما كان لهم الخيرة} أي: الاختيار.
صفحہ 20