شربت الخمر بعد أبي غياث ... فلا نعمت لك النشوات بالا
وهرب الجحاف بعد فعله، فتبعه عبيدة بن همام التغلبي، فلحقه دون الدرب وهو يريد الروم. فعكر عليه، فهزمه وهزم أصحابه، وقتلهم الجحاف، فمكث الجحاف زمينًا في الروم. حتى سكن غضب عبد الملك، وكلمته القيسية ولان، ولكمته في أن يؤمنه، فتلكأ، فقيل: إنا والله ما نأمنه على المسلمين أن يأتي بالروم! فأمنه، وقد كان عامة أصحابه تسللوا إلى منازلهم فأقبل فيمن بقي من أصحابه.
فلما قدم على عبد الملك، لقيه الأخطل فأنشده الجحاف:
أبا مالك هل لمتني مذ حضضتني ... على القتل أم هل لامني لك لائم
فزعموا أن الأخطل قال: أراك بالله شيخ سوء. ورأى عبد الملك أنه إن تركهم على حالهم أنه لم يحكم الأمر. فأمر الوليد بن عبد الملك فحمل الدماء التي كانت قبل ذلك بين قيس وتغلب، وضمن الجحاف قتلى البشر، وألزمها إياه عقوبة له.
فقال الأخطل في تصداق ذلك:
لقد أوقع الجحاف بالبشر وقعة ... إلى الله فيها المشتكى والمعول
فأدى الوليد الحمالات، ولم يكن عند الجحاف ما حمل، فلحق بالحجاج بالعراق يسأله لأنه من هوازن، فسأل الاذن على الحجاج فمنعه، فلقي
1 / 100