الفرات - حتى إذا كانوا بالرصافة، قال لهم: إنما هي النار أو العار، فمن صبر فليقدم ومن كره فليرجع. قالوا: ما بأنفسنا رغبة عن نفسك. فأخبرهم بما يريد، فقالوا: نحن معك فيما كنت فيه من خير أو شر، فارتحلوا، فطرقوا صهين بعد رؤبة من الليل - وهو في قبلة الرصافة، بينهما ميل - ثم صبّحوا عاجنة الرحوب وهو في قبلة صهين - والبشر: واد لبني تغلب، وإنما سمي البشر برجل من بني النمر بن قاسط عم بكر وتغلب ابني وائل بن قاسط كان يخفر السابلة به كان يقال له بشر يقطعه من يريد الشام من أرض العراق بين مهب الدبور والصبا معترض بينهما تفرغ سيوله في عاجنة الرحوب وبينهما فرسخ ومن عاجنة الرحوب ومن الرصافة ثلاثة فراسخ والبشر في قبلة عاجنة الرحوب ودمشق في قبلة البشر، ثم أغاروا على بني تغلب بماء لهم بين البشر والشام ليلًا فقتلوهم وبقروا النساء وقتلوهن: من كانت حاملًا بقروها ومن كانت غير حامل قتلوها، فهو يوم البشر ويوم عاجنة الرحوب ويوم مخاشن وهو جبل إلى جنب البشر وهو يوم مرج السَّلوطح لأنه بالرحوب، فحكى عن مسلم بن ربيعة أبي إسحاق بن مسلم العقيلي قال: دخلت بيتًا من بيوت بني تغلب ولا أرى شيئًا من الظلمة، فلمست بيدي في نواحي البيت أطلب أن تقع يدي على رجل، فبينا أنا ألمس إذا وقعت يدي على شعر إنسان وأخذت به فقال: إني أعوذ بالله منك الليل، فقتل: ما أعاذك الله مني فأخرجته، فإذا امرأة فقتلتها، وقتل أبو الأخطل في تلك الليلة فهو قول جرير:
1 / 99