أسماء بن خارجة الفزاري فعصب حاجته به. فقال: إني لا أقدر لك على منفعة، قد علم الأمير بمكانك، وأبى أن يأذن لك فقال: لا والله لا ألزمها غيرك أنجحت أو نكدت. فلما بلغ ذلك الحجاج قال: ما له عندي شيء فأبلغه ذلك، فقال: وما عليك أن تكون أنت الذي تؤيسه فإنه قد أبى، فأذن له، فلما رآه قال:
أعهدتني خائنًا لا أبالك؟ قال: أنت سيد هوازن، وبدأنا بك وعمالتك خمسمائة ألف في كل سنة، وما بك بعدها حاجة إلى خيانة.
قال: أشهد أن الله وفقك وأنك نظرت بنور الله، صدقت فلك نصفها العام فأعطاه وأدوا البقية.
ثم استأذن الجحاف في الحج فأذن له، فخرج في تلك الجلة من الشيوخ التي شهدت الوقعة، وفعلوا الأفاعيل.
فخرجوا قد أبروا آنفهم يمشون من الشام محرمين يلبون. فلما قدموا المدينة، خرج أهل المدينة والنظارة ينظرون إليهم ويتعجبون منهم، فلما قدموا مكة، تعلقوا بأستار الكعبة وقالوا: اللهم اغفر لنا ولا نراك تفعل. قال: فقال ابن عمر: ليأسكم من قبول التوبة أشد عليكم من ذنوبكم. فقيل له: هذا الجحاف وأصحابه. فسكت وتم الصلح.
1 / 101