٤٨ ترك الفوارس من سليم نسوة ... عجلًا لهن على الرَّحوب عويل
هذا يوم الرّحوب ويوم مخاشن ويوم البشر واحد، كان للجحَّاف.
يوم الرحوب:
وكان سبب هذا اليوم: أنه لما كان سنة ثلاث وسبعين، وقتل عبد الله ابن الزبير، هدأت الفتنة، واجتمع الناس على عبد الملك.
وتكافت قيس وتغلب عن المغازي بالشام والجزيرة، وظن كل واحد من الفريقين أن عنده فضلًا لصاحبه، وتكلم عبد الملك في ذلك ولم يحكم الصلح في ذلك فبينا هم على تلك الحال إذ أنشد الأخطل عبد الملك - وعنده وجوه قيس - قوله:
ألا سائل الجحاف هل هو ثائر ... بقتلى أصيبت من سليم وعامر
حتى أتى على آخرها. فنهض الجحاف بن حكيم السلميّ يجر مطرفه حتى خرج من عند عبد الملك. ثم شخص من دمشق حتى أتى منزله بباجروان بأرض البليخ، والبليخ نهر إلى الرقة والفرات في قبلة البليخ، وبين باجروان وبين شط الفرات ليلة - ثم جمع قومه بها، وقال: إن أمير المؤمنين استعملني على صدقات تغلب، فانطلقوا معي. فارتحلوا معه لا يعلمهم ما يريد، وجعلت امرأته عبلة تبكي حين ودعته. ثم أتى بهم شط الفرات منازل بني عامر ابن كلاب، فقال لهم مثل ذلك، وجمعهم، ثم ارتحلوا معه، فقطع بهم الفرات إلى الرصافة - وقال: وبينها وبين شط الفرات ليلة وهي في قبلة
1 / 98