ذيل تاريخ مدينة السلام

ابن دبیتھی d. 637 AH
93

ذيل تاريخ مدينة السلام

ذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي

اصناف

* الفصل الثالث

* الحديث في تاريخ ابن الدبيثي

لقد بينت في مقدمتي لتاريخ الخطيب البغدادي أنه كان من منهجه إيراد حديث أو خبر بسنده من طريق المترجم إن وقع له ذلك ، وأشرت إلى أن إيراد الأحاديث في التراجم طريقة كانت معروفة قبله ، وسار عليها كثير ممن جاء بعده ، وأظهرت الدواعي التي دعت المتقدمين إلى هذا الصنيع وأنهم في الأغلب الأعم استعملوا هذه الطريقة كجزء من منهجهم النقدي في أحوال الرجال ، مثل بيان المخالفة أو المتابعة ، أو أن المترجم لا يعرف إلا بهذا الحديث ، أو بيان ضعف المترجم أو جهالته من غير تصريح بذلك ، أو لبيان شكه في حقيقة الراوي ، أو اتحاد الرواة أو اختلافهم عند تشابه الأسماء واختلافها وهو ما يعرف بالمتفق والمفترق ، ونحو ذلك مما هو مبين هناك ومعروف في الصناعة الحديثية. كما بينت في الوقت نفسه ما آلت إليه هذه الطريقة عند المتأخرين وتحولها من هذه الغايات العلمية المفيدة إلى غايات قليلة الفائدة من مثل : التفاخر بسعة الرواية ، وتتبع الأسانيد العالية ونحوها (1). والكلام دائما في مثل هذه المواطن متوجه على الأحاديث التي يسوقها مؤلف الكتاب بإسناده.

وابن الدبيثي الكلف بالحديث وأهله قد عني بهذا الجانب فساق فيما وصل إلينا من كتابه قرابة الألف حديث بالمكرر ، وهو عدد لا يستهان به يستحق العناية والتنويه والدراسة والتحليل.

وأول ملحظ نلاحظه على منهج ابن الدبيثي في إيراد الحديث أنه غالبا ما كان يسوقه من طريق الأجزاء المتداولة في الرواية والمعروفة بعنايتها بعلو الإسناد ، مثل جزء الحسن بن عرفة العبدي ، وجزء الغطريف ، وجزء أبي الجهم ،

صفحہ 99