دام دی مونسورو

تانیوس عبده d. 1344 AH
108

دام دی مونسورو

لا دام دي مونسورو

اصناف

ولكوني أنا أتولى رئاسة الجيش العام، وبيد أخي زمام الكنيسة، سيصبح لنا مطلق السلطان في البلاد إذا وحدنا كلمتنا، وجعلنا القوات الثلاث قوة واحدة. - هذا لا ريب فيه، وقد فاتك أمر آخر هو أني ولي عهد الملك الذي لم يرزق ابنا يخلفه إلى الآن. - لم يفتني ذاك، فأنت وإن كنت ولي العهد، فيجب عليك أن لا تأمن الحوادث، وأن تحرص من كل شيء. - أية حوادث تعني؟ ومن أي أمر علي أن أحرص؟ - أول من يجب الحرص منه هو ملك النافار. - أنت واهم فيما تقول؛ لأن هذا الرجل لا يحمل على شيء من القلق؛ لأنه مهتم بالغرام.

فضحك الدوق دي كيز وقال: لست أنا الواهم يا مولاي؛ لأني قد أصبت مرمى الحرص، ولكن الله قد فطر فؤادك على السجية الطيبة والنية الخالصة، فأصبحت تغرك الظواهر وتثق بالأعداء.

أما ملك النافار فهو أشد منك شوقا إلى عرش فرنسا، وهو يتوقع لبس ذاك التاج في كل يوم.

ولذا فهو يرقب حركاتكم وسكناتكم، فلا تخفاه خافية من أمركم على الإطلاق، وعيونه وأرصاده مثبتة في كل مكان، حتى في غرفكم التي تبيتون فيها.

وإني لا أجد له مثلا إلا مثل الهر الذي يشم رائحة الجرذ، فيبيت طول ليله سهران يتحين فرصة لينقض بها على فريسته ويمزقها بأظافره، فهو يرقبكم كمراقبة الهر لفريسته.

ولا بد لتلك الفريسة أن تخرج من مكمنها ، فتغرز فيها أظفار ذاك المراقب الذي لا يغفل.

وربما لا توافقني على هذا القول الآن، ولكن اصبر ريثما يصاب من هو أسمى منك؛ أي أخوك الملك.

فترى عندئذ ذاك الرجل الذي يشغل عنكم بملاهي الغرام كيف ينقض على باريس انقضاض الصاعقة، ويجلس على ذاك العرش الذي لا يشغله عن الصبوة إليه شاغل من ملاذ الحياة.

وسترى عندما يصاب أخوك!

فبهت الدوق دانجو لكلام محادثه، وقد نبهت حواسه إشارته إلى مصير أخيه فقال: ماذا تريد بإصابة أخي؟ ... ومن أي حادث تخشى على الجالس على العرش؟

نامعلوم صفحہ