دام دی مونسورو

تانیوس عبده d. 1344 AH
107

دام دی مونسورو

لا دام دي مونسورو

اصناف

أما الدوق دانجو فإنه ذهب مسرعا إلى غرفته، فوجد الدوق دي كيز ينتظره فيها.

وقد ظهرت على وجهه علائم السأم والملالة.

وكان الملك أيضا قد جلس في مكمنه وأصغى إلى ما دار من الحديث بين الدوقين، وهو كما يأتي:

قال الدوق دي كيز: إني قد استبطأتك جدا، حتى خطر لي أن جلالته قد أبقاك لديه للمباحثة في شأننا الخطير.

قال الدوق دانجو: هو ذاك أيها الصديق، فلقد تباحثنا مليا في هذا الشأن الخطير. - وماذا كان جواب جلالته؟ - إنه مصادق على هذا المشروع، ولكنه يخشى من تعيينك رئيسا للحزب. - إذا فنحن على أهبة الانخذال. - وأنا أخشى ما تخشاه أيها الصديق؛ لأن جلالته أصبح كثير المظان في هذه الأيام، حتى إنه ليحرص من أخلص خلصائه. - يا للداهية! فإن هذا المشروع سيموت قبل أن يولد وسينتهي قبل أن يبدأ.

ثم وجم الاثنان حينا عن الكلام ... إلى أن عاد الدوق دي كيز إلى الكلام فقال: إذا، فإن جلالته لم يقابلني تلك المقابلة السيئة إلا وفي نيته رفض مطلبي. - هذا ما أرتئيه أنا أيضا.

هذا لا ريب فيه أيضا ... ولكني لم أدع له مجالا لنقضه، لقد بادرت إلى إسعافك بجميع ما خطر لي من الوسائل، حتى تمكنت أخيرا من الفوز. - كيف ذاك؟ - ذاك أن جلالته قد أناط بي نقض المشروع وإبرامه ... فإذا كنت أنت رئيس الحزب فهو ساقط لا محالة؛ لأنه لا يصادق على تعيينك لحذره منك ... ولكنه يقبل به على شرط واحد، وهو أن أتولى أنا تلك الرئاسة.

فامتعض وجه الدوق دي كيز، واتقدت عيناه بشرر الغضب ... ولكنه لم يلبث أن رجع إلى نفسه، فكظم الغيظ، وتلبس بلباس الصبر والسكينة، فقال بعد أن تظاهر بأنه يعمل الفكرة: أنت إذا كنت قد قبلت بمقترح جلالته، فأنت ولا ريب خير سياسي عرفته إلى الحين. - لينعم بالك لقد قبلت . - كيف قبلت على الفور من غير مهلة ولا تردد؟ ألم تخش أن يقع له بك ريبة؟ - نعم، ولكن الحوادث ساعدتني على سرعة القبول، ومع ذلك فإني لم أبت بالأمر، ولم أجعله في حد النهاية بغية أن أراك وأقف على آرائك. - كيف ذلك؟ ولماذا؟ - ذلك لأني لا أعلم إلى أي حد تصل بنا هذه الحادثة. - لا أقدر أن أقول إلى أي حد تصل بنا، ولا أستطيع أن أكشف لك الحجاب عن نتائج أعمالنا.

إنها منوطة بالغيب، والغيب بيد الله.

لكني أستطيع أن أوضح الفائدة التي سننالها من هذا الحزب، وهي أن الحزب سيكون بمثابة جيش ثان.

نامعلوم صفحہ