ولما هاجر صلى الله عليه وآله وسلم لم يستخلف لرد الودائع وغيرها إلا إياه عليه السلام، ولما كان غزوه إلى الروم أطول أسفاره وأبعدها شقة، والحاجة في مثل ذلك إلى الخليفة واختيار الأكمل الأفضل، ليست كالحاجة إلى الخليفة في السفر القصير والمدة اليسيرة، لم يستخلف غيره عليه السلام، ولم يختلف أحد من العلماء بعده في إمامته عليه السلام، حين انتهي به إليه بخلاف غيره، وردت له الشمس بعد الأفول ولم ترد لغيره، وأسهم له في غزوة تبوك بسهمين أحدهما سهم جبريل عليه السلام، وهو الذي صبر يوم المهراس، وانهزم الناس كلهم غيره، وهو الذي غسله وأدخله قبره صلوات الله عليه وسلامه، وهو أفضل أهل البيت، وأهل البيت أفضل من غيرهم، فهو أفضل الناس بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والأفضل هو الأحق بالإمامة بإجماع الصحابة، واحتجوا على الأنصار به وصدقوا، ولكنه أخص منهم بذلك، وأولاهم به، وانحصرت العترة المأمور بالتمسك بها مع الكتاب في الحسن والحسين عليهم السلام، وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيهما: ((الحسن والحسين امامان قاما أو قعدا وأبوهما خير منهما)).
صفحہ 7