وانحصرت في ذريتهما من بعدهما، فآية الوراثة لهم شاهدة، وآية المودة والتطهير عليهم عائدة، فهم الشهداء على الناس بدليل قوله تعالى: {ملة أبيكم ابراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس}{الحج:78}. ولم يختلف أحد في أن غيرهم من سائر ولد إبراهيم من اليهود والنصارى وقريش ليسوا بمرادين، فتعين المراد فيهم، فكانوا هم الأحق بها والأولى؛ ولأنه لا خلاف في أنهم يصلحون لها بخلاف غيرهم ففيهم الخلاف، فكان أهليتهم لها بالدليل القاطع بخلاف غيرهم.
وأنه لايستحقها منهم إلا من كان جامعا لشروطها الخلقية والإكتسابية.
وأنه يجب تولي الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، وأنه ليس منهم المنافقون ولا الفساق، وفي الحديث الصحيح (أنهم ليسوا بأصحاب لما أحدثوه).
وأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبان على كل مكلف.
وأن المعاصي محبطات رفع الصوت فوق صوت النبي من المعاصي، إلى أكبرها الذي هو الشرك و{لئن أشركت ليحبطن عملك}{الزمر:65}.
وأن الله يريد الإجتماع في الدين، والإعتصام بحبل الله المتين، والإستمساك بعروته الوثقى التي هي كلمة التقوى، ونهي النفس عن الهوى، واتباع الأدلة، وترك التقليد في أصول الدين، إلا مع وضوح الحجة.
وأن موالاة المؤمنين واجبة، ومعاداة الفاسقين لازمة.
وأنه لا يحل لمؤمن يرى الله يعصى فيطرف حتى يغير أو ينتقل مهاجرا {ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة}{النساء:100}.
صفحہ 8